قال خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ محمّد صنقور» إنّ العدوّ الصهيونيّ الذي يُصوِّره الإعلامُ الغربيُّ الكاذب أنَّه ضحيَّةٌ للإرهاب لم يتورَّع يومًا ما عن الفتك بالآمنين واستهدافِهم بمختلفِ الأسلحة المحرَّمة، حيث أباد القرى وأجبر أهاليها على النزوح بقوّة النار والحديد، وهدم المدن على رؤوس ساكنيها ثم أقام على أنقاضِها مستعمراتِه ومستوطناتِه بعد أن استقدمَ شراذمَ اليهود من أصقاعِ الأرض وأسكنَهم في مساكنِ النازحين ومن قتلهم.
ورأى سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أنّ هذا العدوّ ومَن يقفُ خلفَه هو الصانعُ للإرهاب وهو الرافدُ له ليس في أرضِ فلسطينَ وحسب بل في عموم أرجاءِ العالم الإسلامي فبؤرُ الإرهابِ في مختلف مواقعِها صنيعتُه ورجال الإرهاب أدواتُه وأجناده من حيث يشعرونَ ومن حيثُ لا يشعرون، مضيفًا «ولهذا يتحتَّمُ على الأمة الإسلامية أنْ تُضاعف من جهدِها للكشفِ عن واقع هذا العدوِّ وداعميه أمام الشعوبِ الغربيَّة وتعريفهم بمختلفِ الوسائلِ المتاحة أنَّ قادتَهم هم مَن يصنعُ الإرهاب ويُموِّلُه، وتعريفهم أنَّ ما يشهدُه العالمُ اليومَ من مجازرَ وفظائعَ بحقِّ الشعبِ الفلسطينيّ لم تبدأ يوم طوفانِ الأقصى، فالمجازرُ وجرائمُ الحرب المروِّعة التي يشهدها العالمُ اليوم ما هي إلا حلقةٌ ضمنَ سلسلةِ حلقاتٍ من المجازرِ والجرائم تمتدُّ لأكثرِ من سبعة عقود».
وأكّد الشيخ صنقور أنّ طوفانُ الأقصى لم يكن سوى ردَّةِ فعلٍ أرادَ منها الشعبُ الفلسطينيُّ السعيَ للدفعِ عن نفسِه والاستردادِ لأرضِه والاستعادةِ لحقوقِه المضيَّعة حيث لم يجدْ طريقًا لاسترجاعِها سوى اعتمادِ طريق المقاومةِ والنضال، لافتًا إلى أنّ طوفان الأقصى لم يكن تعدِّيًا كما يُروِّج الكيانُ الغاصبُ وداعمُوه بل كان دفاعًا ونضالاً يبتغي الشعبُ الفلسطينيُّ من ورائه الحمايةَ لنفسِه من هذا الكيان المُستبيحِ للدماء ويبتغي من ورائه التحريرَ لأرضه المغتصَبةِ والصونَ لمقدَّساته التي يتعمَّد هذا الكيانُ الغاصب تخريبَها وتدنيسها إمعانًا في النكاية به وبالمسلمين والاستفزازِ لمشاعرهم والحطِّ من كرامتهم .
وقال إنّ الحرب على غزةَ ما زالت تتصدَّرُ المشهدَ في مختلفِ أرجاءِ العالم ذلك لأنَّها حربٌ ليست من سنْخِ الحروبِ التقليديَّة التي تنشبُ بين قوَّتينِ بل هي حربٌ من طبيعةٍ أخرى تشنُّها قوُّةٌ غاشمة، وترعاها قوىً عالميَّةٌ وتمدُّها بمختلفِ وسائل البطش وتستحثُّها على الإيغالِ والإمعانِ في الفتكِ والتدمير دون حساب وتُغريها بالحمايةِ من المساءلةِ والإدانة، موضحًا أنّ المقابل لهذه القوَّةِ التي تشنُّ الحربَ ليس جيشًا مجهَّزًا، بل هو أطفالٌ ونساءٌ وعمالٌ ومزارعونَ وأطبّاء ومعلِّمون وصحفيُّون، والمستهدفُ بآلة الحرب هو أجسادُ هؤلاءِ الأطفالِ والنساءِ والآمنين وبيوتُهم ومدارسُهم ومستشفياتُهم ومزارعُهم وأسواقُهم وأقواتُهم ومختلف أسبابِ معاشهم، لذلك هي حربٌ غيرُ تقليديَّة، فهي حربٌ على الإنسانيَّة والعدالةِ الاجتماعيَّة، والأخلاق والقيم والرحمةِ والضميرِ والفطرة.
ونوّه سماحته إلى أنَّ هذه الحرب الهمجيَّة، وهذه الإبادة الشاملة وهذا القتل الذريع وهذه القسوة المتناهية في التوحُّش أيقظت الكثيرَ من أبناء هذا العالم، ولهذا تشهدُ العديدُ من العواصم الغربيَّة مسيراتٍ عارمة تستفظعُ وتستبشعُ ما ترتكبُه «إسرائيلُ» بحقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم وتُنكرُ على حكوماتها التواطئَ والدعمَ لهذه الدولةِ المارقة والمتوحِّشة، مؤكّدًا أنّ هذه الحربُ فضحت زيفَ هذا الإعلامِ الكاذب وأحدثتْ صحوةً يتعيَّنُ على الأمّةِ الإسلاميةِ البناءُ عليها بمختلف الوسائل المتاحة، وتعريفُ الشعوب الغربيَّة أنَّ قادتَهم زرعوا في قلبِ العالم الإسلامي عصابةً متوحِّشةً ونازيَّة، ومكَّنوا لها – بمختلفِ وسائل القوَّةِ- الاغتصابَ لأرضٍ ليست لهم وتواطؤوا معهم على تشريد أصحاب الأرض وتهجيرِهم قسرًا من وطنِهم، وأباحوا لهم الاستحواذَ على منازلِهم ومزارعِهم والتدنيسَ لمقدّساتِهم.