وجّه العلّامة السيّد عبد الله الغريفي في حديث الجمعة (623) تحت عنوان: «حديث الانتظار (6)- كلمة إلى المجاهدين في غزّة»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول في العاصمة المنامة، مساء الخميس 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، كلمة إلى المجاهدين في غزّة، هذا نصّها:
يا أبطالَ الجِهَادِ فِي غَزَّة، يا أبطال أُمَّتِنَا، يا صُنَّاعَ عِزّتِنَا، يا حملةَ فخرِنا…
لا تموتُ أُمَّةٌ تملك أبطالًا كما أنتم، تملك صُنَّاعَ عِزَّة كما أنتم، تملك حَمَلة فَخرٍ وشُموخ كما أنتمَ.
قالوا: مات الشُّموخ
وقالوا: مات الصُّمود
وقالوا: مات الجهاد، مات الفِداء، وماتت العِزَّة، وماتت الكرامة
وجاء طوفانُ الأقصى وأسقط كلَّ الرِّهانات إلَّا رِهانَ العِزَّة والكرامة، وإلَّا رِهانَ الشَّهادة وإلَّا رهانَ النَّصر.
وتغيَّرت كلُّ الحسابات، حساباتُ الصَّهاينة، حساباتُ الاستكبار، حساباتُ المتخاذلين، حسابات المُطبِّعين، حسابات اليائسين.
يا أبطالَ غزَّة:
أيُّھا المجاهدون بدمائكم، بأرواحكم، بثباتكم، بإرادتكم، بكلِّ تضحياتكم، بأطفالكم، وبكلِّ شهدائكم، وبكلِّ أسْراكم، وبكلِّ جَرْحَاكم… غيَّرتم كلَّ المعادلات، في زمنِ اليأسِ، وفي زمن الضَّعف، وفي زمن المساومات.
وهكذا سقطت كلُّ الخيارات، خيارات المساومةِ، خياراتُ الضَّعف، خيارات التَّطبيع.
وبقي خيار الجهاد، خيار المقاومة، خيار الفداء، خيار الشَّهادة، خيار المقاطعة.
يا أبطالَ غزَّة:
إنَّ كلَّ قطرةَ دمٍ أعطيتم هي بركانُ ثورة، هي بركان غضب، هي بركان عنفوان، هي بركان تحدِّي، هي بركان إرادة.
يا أبطال الجهاد:
إنَّ طوفان الأقصى غيَّر كلَّ القراءات، قراءاتِ السِّياسة، قَراءاتِ الأمن، قراءاتِ الإعلام، قراءاتِ الثَّقافة، قراءاتِ الاقتصاد.
الكيانُ الغاصبُ يعيشُ ارتباكًا،
القُوى الدَّاعمة لهذا الكيانِ تعيش ارتباكًا،
الذين يُراهِنوُنَ على إنتاجِ العلاقاتِ يعيشُونَ ارتباكًا.
يا أبطالَ الجهادِ في غزَّة، وفي كلِّ الأرضِ المحتلَّة:
إذا كُنَّا لا نملكُ أنْ نعطيَ دمًا يمتزجُ مع دمائكم
ولا نملكُ أنْ نخوضَ معاركَ كما تخوضُون
فنحن نملكُ أنْ نقول الكلمة
نملكُ أن نصرخ
نملكُ أنْ نتظاهر
نملكُ أنْ ندعم ونساند
نملكُ أنْ نقاطع
ولو فُتحتْ المعابر لوجدتم زحفًا يُلبِّي النِّداء دفاعًا عن الأقصى، عن القدس، عن غزَّة، عن كلِّ شبرٍ في فلسطين، عن أطفالنا، عن حرائرنا، عن العِزَّة، عن الشَّرف، عن الكرامة.
ويبقى أنَّنا نملك أنْ ترفع الأكفَّ ضارعين إلى الخالق العظيم أنْ يمنحكم النَّصرَ والعِزَّةَ والكرامة والقوَّة والثَّبات والتَّحدِّي والإرادة، وأن يخذلَ أعداءكم وأعداءَ أُمَّتنا الصَّهاينة المعتدين، إنَّه تعالى نِعم المولى ونعم النَّصير {… إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. (سورة محمَّد: الآية 7)