طمأنت حركة حماس الشعب الفلسطينيّ والشعوب الحرّة حول العالم بأنّ المقاومة الفلسطينيّة وكتائب «عزّ الدين القسّام» بخير وتتحكّم بالوضع العمليّاتي القتالي في غزّة وتسيطر عليه، وتدكّ العدوّ على مدار الساعة وفقًا لخططها الدفاعيّة المعدّة بإحكام.
ووجّهت في مؤتمر صحفيّ لها من العاصمة اللبنانيّة بيروت يوم الثلاثاء 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 رسالة للاحتلال الصهيونيّ الإرهابيّ الذي تجاوزت خسائره الـ180 دبابة وآليّة عسكريّة، ومئات القتلى والجرحى في جنوده وضباطه، وذلك خلال أسبوعين فقط: «نحن لا زلنا في بداية المعركة والقادم أعظم».
وقالت إنّ هذه المعركة هي معركة الأمّة العربيّة والإسلاميّة جميعها فهي معركة الدفاع عن الكرامة العربيّة والدفاع عن القدس والأقصى، موضحة أنّها تخوض معركة التحرير وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال، وحماية الأقصى وتحرير الأسرى، والتصدّي لعدوان جيش العدوّ وقطعان مستوطنيه المسعورين على شعب فلسطين ومدنها، وكسر الحصار الجائر على قطاع غزّة منذ أكثر من 17 عامًا.
وحول حصار المستشفيات ومخططات التهجير أشارت حماس إلى أنّ هدف الاحتلال من استهداف المستشفيات والمراكز الصحيّة، والبنى التحتيّة في قطاع غزّة؛ هو حرمان الشعب من الخدمات الأساسيّة ومستلزمات الحياة الطبيعيّة، لدفعهم إلى الهجرة قسرًا، في تكرارٍ لمشاهد نكبة العام 1948، ووجّهت في هذا السياق رسالة إلى الأمم المتحدة، ولكافة الدول والمؤسّسات الدوليّة: «ألا يكفيكم إدانة ومناشدة وتوصيف ما يجري بأنّه انتهاك فاضح للقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف الرّابعة؟! أين سلطتكم السياسية والأخلاقية، أهي فقط على المستضعفين في الأرض؟!».
وأكّدت الحركة أنّ الفلسطينيّين لا يزالون ينتظرون فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، كمعبر عربيّ (فلسطينيّ- مصريّ)، لإدخال المساعدات الإغاثيّة، وخروج الجرحى من الحالات الخطيرة، وذلك اتصالًا بالوضع الإنسانيّ المتدهور بفعل جرائم النازيّين الجدد في غزة، كما أنّهم ينتظرون قرار القمَّة العربيّة الإسلاميّة الطارئة بكسر الحصار وفرض إدخال المواد الإغاثية والأدوية والوقود فورًا.
وفنّدت حماس مزاعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإرهابيّ وكذبه الذي قدم بنفسه ليؤكد أنّ سيناريو الكذب السخيف معدّ بشكل مسبق، حيث جلب أسلحة ووضعها بشكل مرتّب ومنظّم مع إضاءة هندسية توحي بأنّ المشهد معدّ إعدادًا؛ وفي استخفافٍ بالرأي العام، قال المتحدّث المتذاكي: إنَّ المكان (أي قبو مستشفى الرنتيسي للأطفال) كان مخصّصًا لمقاتلي حماس، ودليله على ذلك أنَّ المكان فيه دورة مياه، وأدوات طعام، وعرض بدوره بعض الأدوات العسكرية، وردّت عليه بالقول: «ونحن نقول له، لا زلت متحدّثًا فاشلًا، وأنت دليل على المستوى الهزيل الذي وصل له جيش الاحتلال. فمن الطبيعي أن يكون في كلّ طابق في أيّ مستشفى دورة مياه ومرافق خدمية، مع العلم أنَّ هذا القبو كان مخصصًا لأعمال إداريّة في المستشفى».
وأضافت أنّها طلبت من الأمم المتحدة والمنظّمات الدوليّة تشكيل لجنة دوليّة لمعاينة المشافي، وللوقوف على كذب الاحتلال، لعلمها بأنّه يكذب وسيكذب لتبرير جرائمه بحقّ القطاع الطبّي والمرضى والجرحى، وهي تكرّر الدعوة للأمم المتحدة والمنظمات الدوليّة، ليس فقط للاطلاع، ولكن أيضًا لحماية المستشفيات والمراكز الطبيّة والمرضى من جرائم النازيين الجدد.
وختمت حركة حماس مؤتمرها بتوجيه رسالة التحيّة والفخر والاعتزاز بالشعب الفلسطيني المرابط الصابر، صاحب الكلمة الفصل في الميدان، الذي يصنع تاريخًا من المجد، ليس لنفسه فقط، وإنَّما لأمَّته والبشريّة، وهو يواجه هذا الشرّ المطلق المتجسّد في هؤلاء النازيين الجدد، الذين يشكّلون خطرًا على المنطقة والعالم، معبّرة عن تقديرها للشعوب العربيّة والإسلاميّة والشعوب الحرّة في العالم، التي خرجت دفاعًا عن الإنسانية وكرامتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وجرائمه ضدّ الإنسانيّة في قطاع غزّة، قائلة: «إنّ فعالياتكم مهمَّة ومؤثّرة، والاحتلال وداعميه يدركون قوّة حراككم الذي يهدّد مصيرهم ومستقبلهم السياسي، إذا استمروا في ظلمهم وانتهاكهم لحقوق الإنسان وقتل الأطفال في غزَّة، ولذلك، فإننا ندعوكم إلى الاستمرار في كلّ أشكال التظاهر، وتصعيدها في كلّ المدن والعواصم، حتّى يتوقف هذا العدوان، ونضع حدًّا لهؤلاء الأشرار من النازيين الجدد، الذين يحاولون التأسيس للفوضى في العالم من خلال تدميرهم لكل الأسس والقواعد والقيم الإنسانيّة، كما يفعلون في قطاع غزّة».