يستهجنُ المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مخرجات القمّة العربيّة الإسلاميّة الطارئة التي عُقدت في الرّياض أخيرًا، والتي لم ترقَ إلى مستوى المجازرِ الجماعيّة وحرب الإبادةِ التي يشنّها العدوانُ الصّهيونيّ- الأمريكيّ على شعب فلسطين منذ أكثر من خمسة وثلاثين يومًا، وقد كشفَ البيانُ الختاميّ للقمّةِ مستوى الانحدارِ لدى بعض الأنظمةِ والحكومات في المنطقة، ولا سيّما المطبّعة مع الكيان الصّهيونيّ.
إنّ المجلس السّياسيّ يؤكّد رفضه لما وردَ في بيان القمّةِ وما تضمّنه من خذلانٍ لإرادة الشّعوب، والنّأي عن اتّخاذ قراراتٍ عمليّة في الدّفاع عن أهلنا في غزّة ودعم المقاومة الفلسطينيّة الباسلة ودحر الاحتلال الصّهيونيّ، ويشدّدُ على عدم الاعترافِ بالكيانِ الغاصب، انطلاقًا من القيم الشّرعيّةِ والتّاريخيّة، وعدّه كيانًا إجراميًّا تجب مقاومته من كلّ الشّعوب الحرّة في العالم، حتّى إسقاطهِ وتحرير كامل ترابِ فلسطين والأراضي العربيّة المحتلّة.
وفي هذا الموقف الأسبوعيّ، يشير المجلسُ السّياسيّ إلى الأحداث والتّطوّرات الآتية:
1. نشيدُ بالعريضةِ الشّعبيّة التي بادر إلى تدشينها مجموعة من الناشطين في البحرين، لغلق السّفارة الصّهيونيّة في البلاد وإنهاء اتّفاقات التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، وهي خطوةٌ مهمّة في سياق المبادراتِ الوطنيّة الأخرى، وتُسهم في وحدة الصّف الدّاخليّ، وطنيًّا ودينيًّا، تجاه هدفٍ واضح وحاسم، وهو الإغلاق الرّسمي التّام لوكر التجسُّس الصّهيونيّ في المنامة، وعدّ الوجود الصّهيونيّ في بلادنا احتلالًا صارخًا يجب مقاومته بكلّ السُّبل المشروعة، وندعو في هذا الخصوص كلّ النّخب والشّخصيّات والناشطين إلى الانخراطِ الواسع في التّوقيع على العريضة ودعمها، وحثّ أبناء الشعب على التّوقيع الفوريّ عليها.
2. نتوجّه بالتّحيةِ إلى هبّة أكثر من 145 عالمًا من علماء البحرين الذين سجّلوا كلمتهم القاطعة بوجوبِ قطع العلاقات مع الكيان الصّهيوني وإغلاق سفارته في البلاد، ودعم المقاومة، ومقاطعة المنتجات الصّهيونيّة. ونؤكّد أنّ هذا الموقف المحمود يتلاقى مع المواقفِ المبدئيّة التي أكّدها كبارُ علماء البحرين، والتي يعكسها الموقفُ الأسبوعيّ لمنبر جامع الدّراز، وارتكازًا على الرّؤيةِ التّأسيسيّة لسماحة آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله)، والذي تربّت عليه أجيالُ البحرين على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حيث تأكيد الواجب المقدّس في مقاومة هذا الكيان وإزالته من الوجود.
3. ندعو إلى إفشال السّياسات التّرهيبيّة التي يعتمدها الكيانُ الخليفيّ لثني المواطنين عن الاستمرار في الحراك الشّعبيّ والثّوريّ الدّاعم للمقاومةِ الفلسطينيّة، وندين حملات القمع والاعتقال التي تشنّها أجهزةُ هذا الكيان المطبِّع ضدّ المواطنين والناشطين، وهي برهان واضح على الأثر الفعّال للتحرّكات والمبادرات الشّعبيّة الرّافضة للعلاقات مع العدو الصّهيونيّ، وخشية الأعداء من إظهار الحقائق التاريخيّة التي تؤكّد أصالة شعبِ البحرين ومقاومته لمشاريع الاستكبار العالميّ، وعلى رأسها المشروع الصّهيونيّ.
4. نؤكّد مضمون الخطاب الأخير لقائد المقاومة سماحة السّيد حسن نصر الله (حفظه الله)، وأنّ المجازر التي يرتكبها العدوان الصّهيوني في غزّة، منذ أكثر من شهر، لن تنجح في كسر إرادة شعب فلسطين ومقاومته الشّريفة، وسيزداد التزام شعوب المنطقة بخيار المقاومة حتّى زوال الغدّة السّرطانيّة من فلسطين، وإسقاط أنظمة التّطبيع، وعلى رأسهم العصابة الخليفيّة الغاصبة للبحرين، والتي افتضحَ دورها في الاصطفاف إلى جانبِ العدو الصّهيونيّ، كما كشفه غيابُ (الطّاغية حمد) عن حضور قمّة الرّياض، وعرقلة إصدار بيانٍ ختاميّ يدعو إلى قطع العلاقات مع الصّهاينة المجرمين ومنْع تزويدهم بالذّخيرة. إنّ هذا الخبث هو استمرار في الوظيفة الخيانيّة التي يلتزم بها الخليفيّون بتقديم التّسهيلات اللّوجستيّة والاستخباراتيّة في العدوان على شعب فلسطين، وذلك من خلال قيادة الأسطول الخامس في البحرين، والبحريّة البريطانيّة، والتي يعدّها شعبُ البحرين مركزَ قيادةِ العدوانِ على غزّة وشعبها ومقاومتها المظفّرة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير