رأى خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ محمّد صنقور»، أنّ القضيّة الفلسطينيّة قضيّة محوريّة وجامعة، وهي التي تقف عائقًا دون تمرير مشاريع الصّهيونيّة العالميّة، كما كشفت زيف النّظام العالميّ وكذبه ونفاقه.
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، إنّ القضيَّة الفلسطينيَّة بما تحمل في رحمها من مآسٍ وفظائع هي أقصر الطرق لكشف زيف النّظام العالميّ وكذبه ونفاقه، وهي أمثل الطّرق للتثبّت من عدم مصداقيّته في مجمل ما يزعمه ويتبجّح به من شعارات كاذبة وملغّمة.
وأكّد الشيخ صنقور أنّها محوريّة لأنَّها واحد من أهمّ روافد الوعي والبصيرة، والقادرة على قطع العذر وإقامة الحجّة على المنبهرين بزخارف الشّعارات الماكرة، ولهذا يجب أن تظلّ حاضرةً في الوجدان والمحافل والإعلام والمدارس والمعاهد، مضيفًا: «فهذه القضيَّة هي التي أفلتت ببركة صمود أهلِها وجهاد المقاومة الإسلاميَّة، من مكر النّظام العالميّ وحبائله».
وشدّد سماحته على أنّ هذه القضيّة جامعة لأنّها عابرة لمختلف الطّوائف والمذاهب والمُتَبَنّيات، فالأمّة على اختلاف مذاهبها وتوجّهاتها لا ترتاب في حقانيّتها، ولهذا ينبغي أنْ يُتَّخذ منها وسيلة للتقارب والتآزر ونبذ الشّقاق، الذي يُضعفُ من جذوة هذه القضيّة ويسهم في التقليل من أثرِها، وقد يُسهم في تصفيتها، فالصهيونيَّة العالميّة تُدرك حجمَ تأثير هذه القضيّة على التقويض لمشاريعها التوسُّعيّة في كلِّ الاتجاهات، ولهذا تعمل جاهدةً على إغواء الأمّة وإلهائِها من طريق الشحن الطائفيّ واستحضار ما يبعثُ على الشّقاق، لافتًا إلى أنّ تصفية القضيَّة الفلسطينيَّة يُساوقُ الهيمنة الكاملة للصهيونيَّة العالميَّة على مقدّرات الأمَّة الإسلاميَّة، وإرادتها واقتصادها وسياساتها والهيمنة على ثقافتها وتأريخِها وقيمِها وأعرافِها، والهيمنة في المآلِ على هويّتِها ودينِها، فالصّهيونيّة العالميّة تسعى بمختلفِ مؤسّساتِها لمسخِ الدِّين الإسلاميِّ والاستعاضةِ عنه بدينٍ آخر، يحمل اسمَ الإسلام، ولكنَّه يتماهى بالقيم التي تخدمُ مخطّطاتِ الصهيونيَّة العالميَّة، وقد خطّتْ في هذا الاتِّجاه خطواتٍ واسعة تكلّل الكثير منها بالنجاح.
وأكّد الشيخ صنقور أنّ قضيّة فلسطين تقف عائقًا دون التمرير لمجمل المشاريع الصهيونيّة، لأنَّها قضيّة فاقعة لا يشقُّ على عامَّة النّاس التفطُّن إلى مستوى الظّلم، الذي مورس في سبيل التصفية لها، لذلك يجبُ أن تظلَّ هذه القضيّة حاضرةً في الوجدان الشعبيّ بمرارتِها وبشاعة العدوان الذي وقع على أهلها، من غصب الأرض والهدر للكرامة والإذلال وهدم البيوت والتهجير والقسر على النزوح، والمجازر التي لم تستثنِ طفلًا أو امرأة، والتجويع والحصار والتنكيل والتعذيب في أبشع صوره في أقبية المعتقلات، وتجريف الأرض والمزارع واستهداف القرى والمدن بمختلف الأسلحة المحرَّمة، لافتًا إلى أنّ استحضار هذه القضيَّة بما تحمل في طيَّاتِها من مآسٍ وفظائع، هو خير سبيلٍ للكشف الجليِّ عن حقيقة النّظام العالميّ الذي تقوده الصهيونيَّة العالميَّة، وأنَّ هذا النّظام العالميّ الذي يُروِّج ما يُسمَّى بالديانة الإبراهيميَّة، ويعمل على تحسين صورتِها، هو ذاته النّظام الذي يذبح أطفال فلسطين، ويروّج المثليَّة والإباحيَّة والتحلُّل، وهو ذاته النّظام الذي يقصف المدارس والمستشفيات والملاجئ، ويَصِمُ الإسلام وتشريعاته بالتشدُّد والعنف، ويفتكُ بالشعبِ الفلسطينيِّ ويحتلُّ أرضَه ويستبيحُ مقدَّساته ويستحوذ على خيراته بالقهر والغلبة، وهو الذي يزعم أنَّه الراعي لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعيّة، هو ذاته النّظام الذي يُمالئ المحتل في بغيه وعدوانه وتوحُّشه وقسوته المتناهية، وهو ذاته الذي موَّل البناء لجدار الفصل العنصريّ، وسوَّغ للمحتل فرض الحصار الخانق على أهل غزَّة، وحرمانهم حتى من الماء والغذاء والوقود – وفق تعبيره.