وقال في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 إنّ المواطنين بدأوا بإطلاق «عرائض شعبيّة» تؤكّد هذا الموقف الحاسم، داعيًا إلى العمل على تصعيده على كلّ المستويات، وعلى النّحو الذي يُحبط المناورات المكشوفة التي يقوم بها الكيانُ الخليفيّ بغرض امتصاص الغضب الشّعبيّ الواسع على استمرار اتفاقات التّطبيع مع الصّهاينة، رغم المجازر التي يرتكبها العدوانُ الصّهيونيّ- الأمريكيّ المتواصل على شعب فلسطين.
وعبّر المجلس السياسيّ عن ازدرائه الشّديد للبيان الصّادر عن البرلمان الخليفيّ بشأن مسرحيّة عودة السّفيرين الخليفيّ والصّهيونيّ، وما سبقه من تصريح صادر عن مركز الاتصال الحكوميّ، حيث حاولت حكومة النظام إيهام المواطنين باتّخاذ إجراءاتٍ دبلوماسيّة احتجاجًا على العدوان على غزّة، وهو الأمر الذي كذّبه المسؤولون الصّهاينة رسميًّا.
وأكّد أنّ المعركة القائمة في غزّة اليوم هي معركة فاصلة بين الحقّ والباطل، وقد قدّمت دلائلَ قاطعة على فساد النّظام الاستكباريّ الذي يهيمنُ على العالم بالقهر والمكر، وأبانَت حقيقة المستعمرين الجُدد، وفي طليعتهم الشّيطان الأمريكيّ الأكبر، وزيْف كلّ شعارات حقوق الإنسان والتحضُّر، وكلّ ما تصدّره حكوماتُ الغرب الإمبرياليّ من مزاعم حول الحوار والتّسامح، لافتًا إلى أنّ هذه الحكوماتُ هي ذاتها التي تقدّم التغطية للمذابح والمجازر التي تجري كلّ يوم في غزّة، وتمتنع عن معاقبةِ العدوّ الصهيونيّ، وتعمد في الوقت نفسه إلى تشويه مظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ وحقّه في المقاومة وتقرير المصير.
وشدّد المجلس السياسيّ على أنّ هذا المستوى المصيريّ للمعركةِ القائمة في فلسطين المحتلّة يستدعي اهتمامًا أكبر من الأمّة وأحرار العالم في توسعة منظومة التّضامن وحركات الدّعم والمساندة، وتداعي الشّعوب من أجل تعزيز جبهة الحقّ التي يمثّلها الفلسطينيّون والمقاومة، وتثبيتها بالسّلاح والمال والاحتجاج الواسع في الشّوارع وتنظيم كلّ أشكال الضّغوط على دوائر القرار الاستعماريّ في العالم، بما يُوصل رسالة واضحة إلى الأنظمة المطبّعة وقوى الاستعمار المساندة للكيان الصّهيونيّ بأنّ مصالحهم الاستعماريّة ومواقعهم العسكريّة في المنطقة والعالم أصبحت في دائرة الاستهداف المشروع من كلّ الأحرار والمقاومين، ما لم تتوقّف الحرب الأمريكيّة الصّهيونية في غزّة.
ووجّه التحيّةِ إلى المقاومة الإسلاميّة في لبنان التي تخوضُ المعركة بكلّ عزمٍ وثبات وبحكمة سماحة الأمين العام السّيد حسن نصر الله وشجاعته، مشيرًا إلى خطابه التاريخيّ الأخير الذي قدّم فيه الرّؤية الاستراتيجيّة الحاسمة الواضحة لقوى محور المقاومة وشعوبها، حيث أكّد أنّ المعركة الدائرة لنصرة شعب فلسطين ومقاومتها العظيمة هي جزء من المواجهةِ المفتوحة على كلّ الاحتمالات ضدّ العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ، وعلى طريق الأقصى الجهاديّ الذي سينتهي حتمًا بإسقاط الكيان الغاصب وتحرير المنطقة من الغزاة.
واستنكر المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إقدام الكيان السّعوديّ على إقامةِ المهرجانات الترفيهيّة السّاقطة، على الرغم مما يجري من مجازر في غزّة، وبالتّوازي مع إقامة النظام الخليفيّ وجبة عشاء تكريميّة لأركان الحرب على غزّة، من ضبّاط وجنرالات أمريكيّين وبريطانيّين عاملين في الأسطول الخامس الأمريكيّ والبحريّة البريطانيّة في البحرين، وتأسيسًا على الشّراكة الاستراتيجيّة التي احتُفل بها في السّفارة الخليفيّة في لندن، وهو ما يكشفُ مجدّدًا عمالة هذه الكيانات وخيانتها للأمّة وقضاياها العادلة، وارتباطها الدنيء بالمشاريع الاستعماريّة، وانحيازها المطلق للمحور الصّهيونيّ، ومعاداتها شعوب المنطقة وقيمها الأصيلة في الحريّة والتحرُّر ومقاومة المحتلّين، وفق تعبيره.