اعتمدت المقاومة الفلسطينيّة أخيرًا أساليب قتاليّة أساسيّة، يمكن وعيها من خلال دراسة العمليّات التي أعلن عنها ومجريات الميدان، فقد ركّزت بشكل متزايد على العمليّات الواسعة والسريعة في التصدّي، في مقابل الأعمال الفرديّة والمحدودة، وظهر في مقاطع الفيديو التي نشرت للتصدّي لمدرّعات الاحتلال في مخيّم الشاطئ وبيت حانون وشرق حيّ الزيتون وغيرها، كيف قامت مجموعات من المقاومين بعمليات استهداف مركّزة ومتزامنة وواسعة لآليّات ومدرّعات ودبابات الاحتلال، ملحقةً خسائر فادحة في قوّاته.
وبحسب خبراء عسكريّين فإنّ هذه الهجمات تؤدّي، إضافة إلى كونها مكلفة ماديًّا وبشريًّا للعدو، إلى بثّ الرعب في نفوس الجنود الصهاينة المتحصنين داخل المدرّعات والدبابات، والذين سيرتعبون من فكرة إمكانيّة أن يتعرّض رتل مدرّع بكامله لكمين أو هجوم واسع يؤدّي إلى خسائر فادحة فيه، بينما كان العدو يراهن على أنّ نزول الألوية المدرّعة إلى ميدان المعركة سيعطي التفوق في الميدان لصالحه، ويردع المقاومين الفلسطينيّين.
ويجد الخبراء أنّ إيقاع الإصابات في صفوف الأعداء قد تكون سياسة مهمة جدًّا تتبعها قوات المقاومة عادةً، لحمل مجموعات كبيرة من القوات المهاجمة على ترك مهامها القتاليّة والتحوّل نحو إخلاء الجرحى، وما يتبع ذلك من آثار نفسيّة، ولكنّ مبدأ “تأكيد قتل الأعداء” له أهمية خاصة، أولها الضغط على قيادة الاحتلال العليا عبر رفع كلفة الفاتورة البشريّة للهجوم البري، وليس آخرها إرعاب الجنود من أنّ الوقوع في كمين يعني الموت الحتمي وليس مجرّد الإصابة، وأنّ المقاوم لن يتوقف بمجرّد تحقيق إصابة.