بسم الله الرحمن الرحیم
يحتفي المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بإرادةِ شعبنا العزيز والمقاوم في البحرين، وهو يسجّل كلّ يوم ثباته الصّادق على الموقفِ الحقّ في نصرةِ غزة الصّامدة ومقاومتها المظفرة، ونشير بالخصوصِ إلى وحدة الموقف الشّعبيّ والوطنيّ في البحرين الهادف إلى الإغلاق التّام والنّهائيّ لوكر السّفارةِ الصهيونيّة في المنامة، وإلغاء كلّ علاقات التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ المجرم.
وقد بدأ المواطنون بإطلاق «عرائض شعبيّة» تؤكّد هذا الموقف الحاسم، والذي ندعو إلى أن يتنامى ويتصاعد على كلّ المستويات، وعلى النّحو الذي يُحبط المناورات المكشوفة التي يقوم بها الكيانُ الخليفيّ بغرض امتصاص الغضب الشّعبيّ الواسع على استمرار اتفاقات التّطبيع مع الصّهاينة، رغم المجازر التي يرتكبها العدوانُ الصّهيونيّ- الأمريكيّ المتواصل على أهلنا في فلسطين، ونعبّر في هذا المجال عن الازدراء الشّديد للبيان الصّادر عن البرلمان الخليفيّ بشأن مسرحيّة عودة السّفيرين الخليفيّ والصّهيونيّ، وما سبقه من تصريح صادر عن مركز الاتصال الحكوميّ، حيث حاولت حكومة سلمان المتصهينة إيهام المواطنين باتّخاذ إجراءاتٍ دبلوماسيّة احتجاجًا على العدوان على غزّة، وهو الأمر الذي كذّبه المسؤولون الصّهاينة رسميًّا، ما عرّى المحاولة الكاذبة لآلِ خليفة، وأكّد اجتنابهم المساس بالعلاقة الإجراميّة التي تجمعهم مع الصّهاينة المحتلّين.
وفي هذا الإطار، نسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- إنّ المعركة القائمة في غزّة اليوم هي معركة فاصلة بين جبهة الحقّ والعدل والإنسانيّة وجبهةِ الباطل والإجرام والتوحّش، وقد قدّمت دلائلَ قاطعة على فساد النّظام الاستكباريّ الذي يهيمنُ على العالم بالقهر والمكر، وأبانَت حقيقة المستعمرين الجُدد، وفي طليعتهم الشّيطان الأمريكيّ الأكبر، وزيْف كلّ شعارات حقوق الإنسان والتحضُّر، وكلّ ما تصدّره حكوماتُ الغرب الإمبرياليّ من بضائع ثقافيّةٍ مزعومة حول الحوار والتّسامح، فهذه الحكوماتُ هي ذاتها التي تقدّم التغطية للمذابح والمجازر التي تجري كلّ يوم في غزّة، وتمتنع عن معاقبةِ الوحوش الصّهيونيّة المنفلتة، وتعمد في الوقت نفسه إلى تشويه مظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ وحقّه في المقاومة وتقرير المصير.
2- إنّ هذا المستوى المصيريّ للمعركةِ القائمة في فلسطين المحتلّة يستدعي اهتمامًا أكبر من الأمّة وأحرار العالم في توسعة منظومة التّضامن وحركات الدّعم والمساندة، وتداعي الشّعوب من أجل تعزيز جبهة الحقّ التي يمثّلها الفلسطينيّون والمقاومة الشّريفة، وتثبيتها بالسّلاح والمال والاحتجاج الواسع في الشّوارع وتنظيم كلّ أشكال الضّغوط على دوائر القرار الاستعماريّ في العالم، بما يُوصل رسالة واضحة إلى الأنظمة المطبّعة وقوى الاستعمار المساندة للكيان الصّهيونيّ بأنّ مصالحهم الاستعماريّة ومواقعهم العسكريّة في منطقتنا وفي العالم أصبحت في دائرة الاستهداف المشروع من كلّ الأحرار والمقاومين، ما لم تتوقّف الحرب الأمريكيّة الصّهيونية في غزّة.
3- في هذا السّياق، نتوجّه بالتحيّةِ الكبيرة إلى المقاومة الإسلاميّة في لبنان التي تخوضُ هذه المعركة بكلّ عزمٍ وثبات، وعلى هدى حكمةِ سماحة الأمين العام السّيد حسن نصر الله (حفظه الله تعالى) وشجاعته، وهو الذي قدّم في خطابه التاريخيّ الأخير الرّؤية الاستراتيجيّة الحاسمة الواضحة لقوى محور المقاومة وشعوبها، مؤكّدًا أنّ المعركة الدائرة لنصرة شعب فلسطين ومقاومتها العظيمة هي جزء من المواجهةِ المفتوحة على كلّ الاحتمالات ضدّ العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ، وعلى طريق الأقصى الجهاديّ الذي سينتهي حتمًا بإسقاط الكيان الغاصب وتحرير بلداننا من أساطيل الغزاة.
4- في الوقت الذي تغرق فيه غزّة ببحر من المجازر الجماعيّة، وما يُبثّ من مشاهد مهولة للدّمار والقتل والفتك بحقّ الغزّاويّين؛ نرى السّقوط الأخلاقيّ والإنسانيّ للكيان السّعوديّ المجرم بإقامةِ المهرجانات الترفيهيّة السّاقطة، وبالتّوازي مع ما ذهبَ الكيان الخليفيّ المجرم من انسلاخ مضاعفٍ عبر إقامة وجبة عشاء تكريميّة لأركان الحرب على غزّة، من ضبّاط وجنرالات أمريكيّين وبريطانيّين عاملين في الأسطول الخامس الأمريكيّ والبحريّة البريطانيّة في البحرين، وتأسيسًا على الشّراكة الاستراتيجيّة التي احتُفل بها في السّفارة الخليفيّة في لندن، وهو ما يكشفُ مجدّدًا عمالة هذه الكيانات وخيانتها للأمّة وقضاياها العادلة، وارتباطها الدنيء بالمشاريع الاستعماريّة، وانحيازها المطلق للمحور الصّهيونيّ، ومعاداتها شعوب المنطقة وقيمها الأصيلة في الحريّة والتحرُّر ومقاومة المحتلّين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023م
البحرين المحتلّة