نظّم ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير على مساحة منصّة «X» ندوة تضامنيّة مع أهل غزّة الذين يتعرّضون لحرب إبادة جماعيّة، تحت عنوان «إغلاق السفارات الإسرائيليّة في العواصم العربيّة»، وذلك يوم الخميس 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وقد شارك في هذه الندوة نخبة من السياسيّين والإعلاميّين ورجال دين من عدّة دول عربيّة، أجمعوا على نصرة غزّة، ورفض الوجود الصهيونيّ في المنطقة.
الإعلاميّ اللبنانيّ «غسان جواد» رأى أنّ وجود الصهاينة لم يكن لولا قبول العرب به، منوّهًا إلى أنّ اليمن رفع رأس العرب وشرفهم بدعمه العسكريّ للقضيّة الفلسطينيّة، بينما العرب الذين لم يتخذوا موقفًا سيلعنهم التاريخ يومًا ما.
وقال إنّ المقاتل الفلسطينيّ اليوم يلتحم بوجه الدبابة الصهيونيّة من نقطة صفر بعد قصف غزّة بأطنان من المتفجّرات والصواريخ، مؤكّدًا أنّ المشهد في غزّة والصمود الأسطوري لا يزال يبشر بالخير.
ولفت جواد إلى أنّه في حرب أوكرانيا لم ير العالم مشاهد لأشلاء، بينما في فلسطين والعراق واليمن تُرى هذه المشاهد ليقولوا إنّه لا قيمة للدم العربيّ.
الناشط السياسيّ البحرانيّ «علي الفايز» قال إنّ شعب البحرين يتظاهر منذ ٧ أكتوبر انتصارًا لشعب فلسطين ولم يقبل أن يطأ أرضه الصهاينة، ولو أنّ هذا الشعب لديه حكومة تمثله تمثيلًا حقيقيًّا لكان يقاتل اليوم في غزّة إلى جانب إخوانه، لافتًا إلى أنّ النظام أراد امتصاص غضب الشعب من خلال برلمان فاقد للشرعيّة ادّعى طرد السفير الصهيونيّ وهو ما نفته الخارجيّة الصهيونيّة.
وشدّد الفايز على أنّ شعب البحرين – سنّة وشيعة – يجمعون اليوم على رفض التطبيع ووجود سفارة صهيونيّة في البحرين، وقد وحّدتهم عمليّة 7 أكتوبر بعد سنوات من محاولات النظام التفريق بينهم وتمزيقهم، وهو ما يؤكّد أنّ خروج الشعب في 14 فبراير 2011 كان لرزوحه تحت سلطة غاصبة ولا تمثله، وهو لن يرجع إلى منازله قبل أن ينال كافة حقوقه السياسيّة، وهذا أمر قطعيّ ونهائيّ.
المستشار في العلاقات الدبلوماسيّة «الشيخ مؤمن الرفاعي» حيّا المجاهدين في غزّة وعوائل الشهداء والمناصرين للمقاومة في فلسطين على امتداد العالمين العربيّ والإسلاميّ، ورأى أنّ التاريخ لن يرحم المطبّعين والمتخاذلين عن نصرة فلسطين.
وأضاف: «نحن اليوم أمام معادلة جديدة فرضتها المقاومة الإسلاميّة في لبنان وسيّدها اسمها «معادلة الصمت»، هذه المعادلة التي أربكت العدوّ وحيّرت العالم وأضافت دعمًا معنويًّا مميّزًا للإخوة المجاهدين في حماس والجهاد».
وأكّد الشيخ الرفاعي أنّ غزّة لا تحتاج إلى طعام وغذاء ودواء وحسب وإنّما هي بحاجة إلى احتضان ومساندة كتلك التي في ردّ المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا الأسد والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، موضحًا أنّ الإسلام والعروبة والإنسانيّة تتجلّى اليوم في «طوفان الأقصى» وأنّ من أراد هذه القيم فلتكن بوصلته القدس الشريف قبلة الأحرار في العالم.
وشدّد سماحته على أنّ المعيار اليوم هو بالوقوف إلى جانب فلسطين، وأنّ معركة «طوفان الأقصى» هي معركة تحضيريّة لمعركة التحرير الكبرى.
وتحدّث الباحث في الشؤون الأوروبيّة والدوليّة «الدكتور يحيى حرب» عن تاريخ الصراع وحاضره، وكيفيّة مشاركة الجميع في الإعلام والسياسة والعسكر للتحدّي والنصر في هذا الصراع.
وتناول الإعلاميّ والكاتب السياسيّ «روني ألفا» وحدة الساحات وعموميّة القضيّة وأصل الصراع.
أمّا رئيس وكالة سبأ للأنباء اليمنيّة «الأستاذ ناصر الدين عامر» فقد قال إنّ دخول صنعاء رسميًا هو بناء على الوعد الذي قطعته القيادة اليمنيّة واستجابة لمطالب الشعب اليمنيّ بنصرة غزّة، لافتًا إلى أنّ معركة فلسطين هي معركة الأمّة كلّها ولها بُعد استراتيجي، مستذكرًا رسالة السيّد عبد الملك الحوثي عام 2014 التي أكّد فيها أنّ شعب اليمن سيشارك مع الشعب فلسطين في قتالهم ضدّ الصهاينة.
وأكّد عامر أنّ الضربات العسكريّة اليمنيّة ستكون تصاعديّة تجاه العدو الصهيونيّ، موضحًا أنّ المشاركة اليمنيّة في دعم غزّة دفعت ببعض القطع العسكريّة إلى الانسحاب من مسرح العمليّات، وأشغلت العدو الصهيونيّ، فضلًا عن الدعم المعنويّ لشعب فلسطين ومقاومته.
وقال مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي إنّ اليوم الرهان على الشعوب العربيّة، مضيفًا «نحن في ائتلاف 14 فبراير وبقيّة قوى المعارضة مع شعبنا للأبد في الدفاع عن فلسطين ورفض الوجود الصهيونيّ».
ودعا الشعوب العربيّة المليونيّة إلى أن تنهض وتلتحق بالركب لنصرة فلسطين، مشدّدًا على أن تكون وحدة الساحات العربيّة شاملة، فكما هي على مستوى الشعوب حريّ بها أن تكون موحّدة عسكريًّا وسياسيًّا وثقافيًّا.
وقال إنّ سفارة الصهاينة في البحرين أخفوها ولا أحد يعرف موقعها الحقيقيّ وهو دليل خوفهم من شعب البحرين، وهي هدف مشروع.
وختم الإعلاميّ علي نقر الذي أدار الندوة بكلمة شدّد فيها على ضرورة التوحّد الدائم في محور المقاومة وتوجيه البوصلة في كلّ وقت إلى فلسطين المحتلّة.