أكّد المحلّل السياسيّ اللبنانيّ «الدكتور وسام ياسين» أنّ الكيان الصهيونيّ يعاني أزمة وجوديّة غير مسبوقة، وأوضح أنّ المعطيات الواقعيّة تثبت الاعتقاد الراسخ لدى قوى المقاومة بأن هذا الكيان المؤقت في “طور الاحتضار” الحقيقي.
وخلال ندوة سياسيّة عقدها المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بعنوان «قراءة في معركة طوفان الأقصى»، في مكتبه في بيروت، وحضرها لفيف من أبناء الجالية البحرانيّة، أشار الدكتور ياسين إلى أنّ ثمّة ثلاثة عناوين أساسيّة تعبّر عن هذه الأزمة الوجوديّة تمثّل جوهر السقوط الذي يؤول إليه الكيان المؤقت، وتتمثّل أوّلًا في العنوان الديموغرافيّ، حيث هناك تناقص متزايد في الوجود السكّانيّ للصهاينة، سواء بسبب الهجرة والهروب من الكيان المحتلّ، أو بسبب الزيادة السكانيّة لدى الفلسطينيّين، ورأى أنّ هذه المسألة الديموغرافيّة تعدّ بالغة الأهميّة في تعميق المخاطر المحدقة بالكيان المحتل. أمّا العنوان الثاني فيشير إلى تقوّض السياسات العسكريّة لدى الكيان المؤقت، بما في ذلك اهتزاز العقيدة العسكريّة التي تخوض حروبًا متعدّدة الجهات في السابق، وهو الأمر الذي تراجع إلى مستويات عدّة، ولم يعد الكيان المحتلّ يجرؤ على افتعال حروب واسعة أو تدخّلات عسكريّة متعدّدة الأطراف. والعنوان الأخير يتعلّق بانحسار الدور الوظيفيّ للكيان الصهيونيّ، وعدم قدرته على تأدية المهام الوظيفيّة التي أُنشيء من أجلها على يد الدول الاستعماريّة الكبرى.
وتطرّق الدكتور ياسين إلى عمليّة «طوفان الأقصى» التي رأى أنّها تمثّل عنوانًا لتفوّق المقاومة الفلسطينيّة، وأنّها أنجزت تاريخًا مهمًّا على طريق إضعاف الكيان وهزّ أركانه والتمهيد لإسقاطه وتحرير كلّ فلسطين، مشدّدًا على ضرورة الاحتفاء بهذا التفوّق الفلسطينيّ، والنظر إليه من زاوية قدرة محور المقاومة وشعوبها على بناء قوّة التحرير الكبيرة، وإعداد المقاومين الأبطال القادرين على التخطيط لخوض المعارك وتحقيق الانتصارات الكبيرة، وهو ما أعطى معطى جديدًا على اندثار «أسطورة: الجيش الذي لا يُقهر».
وقال الدكتور ياسين إنّ المقاومة الفلسطينيّة في غزّة هي في أعلى قوّتها وجهوزيّتها، وهي مستعدّة كلّ الاستعداد للمواجهة الكبرى مع الجيش الصهيونيّ على المستويات كافة، موضحًا أنّ الجرائم الكبيرة والمجازر اليوميّة التي يتعرّض لها المواطنون في غزّة سيكون لها تأثير مضاعف في قوّة المقاومة التي لديها الخطط الكاملة للإجهاز على الجيش الصهيونيّ، وتحويل غزّة إلى «مقبرة حقيقيّة للغزاة الصهاينة».
وأكّد المحلّل السياسيّ أنّ محور المقاومة حاضر بقوّة في المعركة القائمة في غزّة، وأنّ ساحاته تسهم في عمليّات المقاومة وفق خطط مدروسة ومتكاملة، وهذا المحور لديه كلّ الثقة بقوّة المقاومة الفلسطينيّة في غزّة وقدرتها التنظيميّة والعسكريّة والميدانيّة في إدارة المعركة مع العدوّ الصهيونيّ وجيشه المهزوم.