صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقفه الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحیم
يحيّي المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شعب البحرين الوفيّ الذي ثبّت على مدى الأسابيع الماضية صمودَه على مبادئه في الدّفاع عن فلسطين ومقاومتها الشّريفة، حيث نجحَ بحراكه الثّوريّ في إجبار الكيان الصّهيونيّ على اتخاذِ تدابير خاصّة تجاه وكره التجسّسيّ في المنامة، ودفع الصّهاينةِ المجرمين إلى الهروبِ من البلاد، وعلى رأسهم السّفير المجرم «إيتان نائيه».
إنّنا نؤكّد أنّ استمرار ثبات المواطنين، سنّةً وشيعة، على خيار مقاومةِ الوجود الصّهيونيّ في البحرين سيسقط محاولاتِ الكيان الخليفيّ الخبيثة لفرض التّطبيع عليهم، ولن يرهبهم القمعُ والاعتقال أو يمنعاهم عن الاستمرار في الاحتجاجات الغاضبة والحراك الوطنيّ الشجاع الذي يرعب الصهاينة، فسفارة العدوّ مستوطنةً صهيونيّة على أرض البحرين، وهي هدفٌ للمقاومةِ الشّعبيّة، وبكلّ الوسائل المشروعة.
وتجسيدًا لهذا الموقف الشّعبيّ نحثّ القطاعات المهنيّة والطّلابيّة على الانخراط في أشكال التضامن مع فلسطين ودعم غزّة العزّة، وتمجيد المقاومة الباسلة وطوفانها العظيم، كما ندعو إلى المبادرة إلى تجمّع وطنيّ جامع وواسع في العاصمة المنامة، لتأكيد إغلاق السّفارة الصّهيونيّة نهائيًّا وطرد سفيرها المجرم، وتجديد الوعد والوعيد بأنّ الغضبَ الشّعبيّ لن يتوقّف حتى تحقيق هذا المطلب الوطنيّ الحاسم، وأنّ الخيارات ستكون مفتوحةً أمام شعبنا وثوّارنا للتّعبير عن هذا الموقف الدّينيّ والوطنيّ والأخلاقيّ.
وفي هذا السّياق، يثبّتُ المجلسُ السّياسيّ في موقفه الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- نجحَ شعبُ البحرين خلال أسابيع النّصرة والدّفاع عن غزّة ومقاومتها في تثبيتِ معادلة الرّفض الوطنيّ الجامع والقاطع لكلّ السّياسات الرّسميّة تجاه التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، وعدم الاعتراف الشعبيّ بالبيانات المخزية التي تصدر عن الكيان الخليفيّ حيال جرائم العدوّ في فلسطين. إنّنا نؤكّد أهمّيةِ هذه القطيعة لكلّ ما يصدر عن الكيان الخليفيّ لأنّها الخطوة الأساسيّة لإحداثِ الفصل الكامل بين الشّعب والسّلطةِ غير الشّرعيّة في البحرين. ولأجل تعميق هذه المفاصلة فإنّنا ندعو إلى مواصلةِ الحراك الشّعبيّ الثّوريّ المناصر لغزّة ومقاومتها، مع الحرص على رفْع الشّعارات التي تتوعّد بملاحقةِ السّفير الصّهيونيّ حتى طرده من البلاد، وإغلاق سفارة كيانه الغاصب، وإلغاء اتفاقات التطّبيع وقطع العلاقات الرسميّة مع العدوّ الصّهيونيّ.
2- إنّ برنامجَ مقاومة العدوّ الصّهيونيّ وإسقاط مشاريع التّطبيع معه يمضي في مساره السّليم، ويتحمّل شعبنا الوفيّ في البحرين وبقيّة شعوب الخليج خاصّة مسؤوليةً كبيرة على صعيدِ تعميق هذا المسار وتوسيعه، وذلك بسبب وجود القواعد الأمريكيّة الاحتلاليّة في البحرين والخليج، والتي نعدّها شريكة في العدوانِ على شعبنا في فلسطين، وهي تهديد للمقاومةِ ومحورها الشّريف. وتأسيسًا على ذلك؛ فإنّنا ندعو إلى توجيه الاحتجاج الشّعبيّ والثّوريّ نحو هذه القواعد الاحتلاليّة، والسفارة الأمريكيّة وغيرها من المواقع الإجراميّة على أرضنا البحرين، وإظهار أشدّ مواقف الإدانة ضدّ هذه الشراكة الأمريكيّة الكاملة في العدوان.
3- ندين بشكلٍ قاطع كلمة الطّاغية المتصهين (حمد) في اجتماع القاهرة الأخير، والتي خلت من أيّ كلمة ضدّ الكيان الصّهيونيّ وجرائمه في الإبادةِ والقتل الجماعيّ للأطفال والنساء، وأثبتَ الطاغية بذلك أنّه وكيانه غير الشّرعيّ مساندان للمخطّط الأمريكيّ – الصهيونيّ العدوانيّ لتصفيةِ القضيّة الفلسطينيّة ومحاربة مقاومتها. وفي هذا السّياق؛ لا يخفى على شعبنا أنّ الحملة الخليفيّة المزعومة لجمع أموال الدّعم لشعب فلسطين هي محاولة فاشلة لإخفاء هذه التّبعيّة المكشوفة لمحور الشرّ الأمريكيّ – الصّهيونيّ. إنّ شعب البحرين بريء من كلّ ذلك، وهو يعي أنّ هذا الطاغية وكيانه مجرّد أدوات استعماليّة بيد الصّهاينة والأمريكان، ما يرسّخ الرّفض الشّعبي لكيان آل خليفة، والنضّال من أجل استئصاله واستبداله بنظام دستوريّ وطنيّ يعبّر عن تطلّعاتِ الشّعب في الدّفاع عن قضايا الأمّةِ ومقدّساتها.
4- مع دخول عمليّةِ «طوفان الأقصى» البطوليّة أسبوعها الثالث فإنّ مفاعيلها الكبرى لا تزال حاضرةً وبقوّة في المشهد العالميّ، حيث استعادة الدّور التاريخيّ للمقاومة وإعادة الوعي والأمل للأمّةِ في تحرير كلّ فلسطين. ورغم جرائم الإبادةِ غير المسبوقة التي يرتكبها العدوانُ الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة فإنّ المقاومة في فلسطين المحتلّة تثبت يومًا بعد آخر وعيها الاستراتيجيّ، وقدرتها الشّجاعة على إدارة العمليّات العسكريّة وقصْف المستعمرات وعاصمة الكيان الصّهيونيّ، وهو ما يملأ شعوبَ أمّتنا بالثقة والاطمئنان بأنّ المقاومة جاهزةٌ للعدوّ في كلّ مكان، وهي صاحبة الميدان، وبيدها الميزان، وأنّ مفاجآتها وانتصاراتها الآتية ستكون أكبر، حتى زوال هذا الكيان السّرطانيّ من الوجود.
5- نجدّد ثقتنا بمحور المقاومة وانتماءنا المطلق إلى قواه، فهي الحصنُ الحصين والصّراط المستقيم في هذه المعركة الوجوديّة التي ستنتهي بإذن الله تعالى بالنّصرِ الحاسم وإنهاء الكيان الغاصب وملحقاته من الخونة. ونتوجّه باسم شعبنا في البحرين بالتّعزيةِ والتبريك إلى المقاومة الإسلاميّة في لبنان وجمهورها بشهدائها الأبرار، الذين قدّموا البرهانَ القاطع على صدق هذه المقاومة التي ما بدّلت تبديلًا. إنّنا نشيد بوعي قياداتِ المحور المقاوم في إدارةِ المعركة والانتصار لشعبِ فلسطين ومقاومته، وعلى خطى وحدةِ الساحات المنصورة بتأييد الله تعالى والممتدّة من شعوبِ أمّتنا الحرّة، ومرورًا بالعراق العزيز واليمن المقاوم وسوريا الصمود، وفي القلب لبنان الشرف وإيران القلعة الكبرى.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م
البحرين المحتلّة