جدّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تأكيده أنّ العدوانَ الصّهيوني المتواصل على الشّعب الفلسطينيّ ومقاومته هو عدوانٌ أمريكيّ إمبرياليّ، وقد كشفَ البنية المتوحّشة التي تقوم عليها القوى الاستعماريّة الجديدة، والتي تتأسّس على إعادة إنتاج التوحّش والعنصريّة والعبوديّة، والتّساهل في ارتكاب أبشع الأفعال الدّمويّة، والتّبرير لمرتكبيها المجرمين المرتبطين بدائرة القوى الاستكباريّة، وإضفاء الشّرعيّة عليهم والحماية لهم، في مقابل استعداء الضّحايا وأصحاب الحقوق.
ورأى في بيان له يوم الجمعة 20 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 أنّ من أهمّ المفاعيل التي أسهمت بها عمليّة المقاومة البطوليّة في السّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل إسقاط الوعي الصّهيونيّ والأمريكيّ الاستعلائيّ، وخلخلة الأساطير التي روّجها هذا العقل، من قبيل أكذوبة القوّة التي لا تُقهر، وعدّ الغرب الاستعماريّ المركز الذي يجب أن يدور حوله الجميع.
وكذلك إثبات أنّ للفعل المقاوم قوّته الكبيرة عندما يتأسّسُ على المبادرة والتّخطيط والإيمان العميق، وإحراج مشاريع التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني، وتعرية حقيقة المطبّعين وخياناتهم، وفضْح سياسات النّفاق الغربيّ التي توظّف شعار حقوق الإنسان لصالح تمرير الأجندة الاستعماريّة، وامتصاص ثروات الشّعوب ومقدراتها، وأخيرًا دفع الأمّة كلّها للعودة مجدّدًا إلى خطِ المواجهةِ والتّحدّي مع الواجهة الاستعماريّة الجاثمة على فلسطين المحتلّة.
وأكّد المجلس السياسيّ أنّ مجزرة قصف «مستشفى المعمداني» شكّلت اختصارًا لمستوى التوحّش الذي بلغه العدوّ الصّهيونيّ، وأثبت في الوقتِ نفسه السّقوط الأخلاقيّ والثّقافيّ المدوّي الذي وقعت فيه ما تُسمّى بالحضارة الغربيّة الاستعماريّة الحامية للكيان الغاصب، حيث وضعت تلك المجزرة هذه الحضارة في دائرة التوحّش البغيض والدمويّة غير المسبوقة.
وقال إنّ المجزرة أسهمت أيضًا في خلق مسارين آخرين في مشروع إسقاط العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ. يتمثّل المسار الأوّل في تصعيد نهضة الشّعوب والأمّة، وتوسيع حراكها التحرّريّ الشّامل. والمسار الآخر يتعلّق بكسْر حاجز الخوف الذي فرضته الحكوماتُ العميلة بعد توالي اتّفاقات التّطبيع، وإجبار الشّعوب عليها، وذلك عبر التّظاهرات الغاضبة التي شهدتها دول المنطقة، وكذلك الاحتجاجات الثوريّة التي طالت أوكار التجسّس الأمريكيّة، وما فرز عن ذلك من إجماع الأمّة على السّعي الجاد لإسقاط اتّفاقات التطبيع وطرْد السّفراء الصّهاينة من بلدان المنطقة.
وفيما يخصّ البحرين التي يواصل شعبها الوفيّ والمقاوم حضوره الصاعد في ميادين الاحتجاج والمناصرة لفلسطين ومقاومتها؛ أثنى المجلس السياسيّ على الإجماع الشعبيّ الحاسم والقوي على الوقوف صفًّا واحدًا لمحاصرة وكْر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، والعمل بكلّ الطّرق المتاحة حتى طرد السفير الصهيونيّ خائبًا ذليلًا، داعيًا إلى تأكيد المشاركة في تظاهرات «جمعة طوفان الأقصى ٢»، وملء الساحات وكلّ الشّوارع بأعلام فلسطين والمقاومة، وإعلان المجد للمقاومة ومحورها الشريف الثابت على الحقّ، ورفْع الصوت عاليًا بأنّ سفارة الكيان الغاصب في المنامة مستوطنة صهيونيّة مزروعة في أرض البحرين، وأنّها بذلك تكون هدفًا مشروعًا للغضب الشّعبيّ والثوريّ، حتى تطهير البحرين من دنسها وشرورها.