قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفي إنّ المعركة وفق منظور الانتظار – انتظار الإمام المهدي «عج»، هي معركة إيمانٍ وكفر، ومعركة هُدى وضلال، ومعركة حقٍّ وباطل، ومعركة عدلٍ وظُلم، ومعركة صَلاحٍ وفساد.
وأكّد سماحته في حديث الجمعة (620) تحت عنوان: «عقيدة الانتظار ليست فكرة أُسطوريَّة – المعركة وفق منظور الانتظار – غزَّة تستصرخ ضمير العالم»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، أنّه إذا كان الصَّهاينة قد استنفروا كلَّ قُواهم، وبطشهم، وفتكهم، وظُلمهم، وحقدهم، وإذا كانت قوى الاستكبار في الأرض اصطفَّت، وتنمَّرت، وتوثَّبت، وتأسَّدت، كلُّ ذلك مِن أجلِ أنْ يموت شعبٌ مظلوم، وتنكسر إرادتُه، ويَضعف عنفوانُه، وتسقط كرامتُه، ويصمتَ ضميرُه، وتخمدَ ثورتُه، فإنّ طوفانَ الأقصى أربك كلَّ المعادلات، وأسقط كلَّ الرِّهانات، وغيَّر كلَّ الحِسابات، وأنهى كلَّ الخيارات إلَّا خيارَ الجهاد والمقاومة، وخيارَ التَّحدِّي والصُّمود، وخيارَ العِزَّة والكرامة، وخيارَ الموت والشَّهادة.
وندّد سماحته باستمرار آلة الحربِ الصُّهيونيَّة بالقتل والإبادة والتدمير والحرق، مضيفًا: «وهذه غزَّة تستصرخ ضمير العالم إنْ بقي شيء مِن ضمير، وتستصرخ كلّ المسلمين، أوطانًا، شُعوبًا، أنظمةً، فكم وصلت إلينا هذه الصَّرخات؟»، موضحًا أنّ الشعوب عبّرت عن غضبها حيث ارتفعت هتافاتُها، وقالت كلمتَها، مُسَاندةً، مندِّدةً، باذلةً، وما كانت لتبخل حتَّى بأرواحها ودمائها لو كان السَّبيل ميسورًا، متسائلًا: «ماذا قدّمتْ الأنظمة في أوطانِ المسلمين»؟ حيث لفت إلى أنّ بيانات التَّنديد لها قِيمة، والإغاثات الماديَّة لها قِيمة، ولكنَّ المطلوبَ مِن الأنظمة أكبر، على مستوى قراراتِ السّياسة، والأمن والاقتصاد، والعلاقات.
وعن طوفان الأقصى أكّد السيّد الغريفي أنّه أعطى أبطال المقاومة شحنًا كبيرًا مِن الأمل والقُوَّة والصَّلابة والصُّمود والتَّحدِّي، وقد جَنَّ جنون الصَّهاينة النُّذلاء، فأصبحوا يقتلون ويدمِّرون ويحرقون، لا يستثنون نساءً وأطفالًا، ولا مرضى وعجزة، ولا مساجد ومدارس ومستشفيات، مندّدًا بالمجزرة الكبرى التي أودت بآلافِ الضَّحايا مِن المدنيين، والعالم صامت يتفرج، وقوى كبرى لا تحرِّك ساكنًا، مضيفًا «لكنَّ هذه الأعمالَ الحمقى سوف تكون بإذن الله بدايةَ النِّهايةِ لهذا الكيانِ الغاصبِ، ولهؤلاء الجُناة الحاقدين».
وقال العلّامة الغريفيّ: «فإلى متى تبقى الأيدي تَمتدُّ لتصافحَ الصَّهاينة؟ أما آن الأوان أنْ تتطَّهر الأيدي مِن هذا التَّلوُّث والدَّنس، فهؤلاء هم أعداء الله، وأعداءُ الإسلام، وأعداء أُمَّتننا، وكلِّ أوطاننا، وكلِّ شعوبنا».