أدان المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عمليّات القمع والتّرهيب التي يتعرّضَ لها المواطنون في البحرين على خلفيّةِ مشاركتهم في الاحتجاجاتِ الشّعبيّة التي شهدتها البلاد تضامنًا مع المقاومة الفلسطينيّة المظفّرة، وتنديدًا بالجرائم الوحشيّة التي يرتكبها الكيانُ الصّهيونيّ بحقّ شعب فلسطين المحتلّة وأهالي غزّة الأبيّة.
وأشار في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 16 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 إلى أنّ الكيان الخليفيّ المطبّع لجأ إلى اعتمادِ سياسةٍ خبيثة بعد عمليّة «طوفان الأقصى» البطوليّة، حيث عمِدَ إلى التنديدِ الوقح بها، متعدّيًا على المقاومةِ وحقّها الأصيل في الدّفاعِ عن أرضها وشعبها الصامد، ثم استتبعَ ذلك بسلسلةٍ من الخطوات الالتفافيّة ترمي إلى التّغطيةِ على جرائم العدوّ الصّهيونيّ من جهة، والالتفاف على الحراكِ الشّعبي في البحرين وتفريغ أبعاده النضاليّة من جهةٍ أخرى.
ورأى المجلس السياسيّ أنّ الكيان الخليفيّ أسّس موقفه الخائن انطلاقًا من العلاقةِ المركزيّة التي باتت تجمعه مع الكيان المؤقّت، ثم عمَّدَ هذا الموقفَ بتأكيد ارتباطه الوجوديّ بالأمريكيّ الذي يدير شؤونَه بكلّ تفاصيلها، كما ظهرَ من بيان السّفيرُ الأمريكيّ في المنامة، والذي أدانته قوى المعارضة بأشدّ العبارات، لما فيه من تبعيّةٍ مفضوحة للإدارة الأمريكيّة المعادية للأمّة ومقاومتها.
ونوّه إلى أنّه في الوقت الذي اضطرّ الكيانُ الخليفيّ فيه إلى السّماح بتحرّكات المناصرةِ الشّعبيّة للمقاومة الفلسطينيّة، فإنّه لم يُخفِ انزعاجه من انتفاضة الشّارع، والخشية من تصاعدها والتحامها بالغضبِ العارم الذي يشتعلُ في الشّوارع العربيّة والعالم الحرّ، وقد جاءت حملةُ الاعتقالاتِ التي تعرّضَ لها مشاركون في تظاهراتِ «جمعة طوفان الأقصى» لتكشفَ عداء آل خليفة الدّفين لفلسطين ومقاومتها، وتربّصه بالشّر للحراكِ الشّعبيّ المتأهّب للانضمام إلى المعركة الكبرى التي تمهّد لسقوط الكيانِ الغاصب وعملائه في المنطقة.
وأكّد المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ العدوان الوحشيّ الذي يُصَبُّ على غزّة والمقاومة الفلسطينيّة ليس مجرّد انتقام صهيونيّ من عمليّة طوفان الأقصى، إذ إنّ ما يحدث هو أوّلًا عدوان على الأمّة كلّها بما تمثّله من قيم وثقافة ووجود، وثانيًا هو عدوان صهيونيّ برعايةٍ وتأييد وحمايةٍ أمريكيّة غربيّة كاملة الأوصاف والأشكال.
وأضاف أنّ كلّ الدّعاية الغربيّة والصّهيونية لم تنجح في تسميم الانتصار العظيم الذي شهده ذلك اليوم أو اختطافه مع هول المجازر والدّمار غير المسبوق في غزّة العزّة. وقد أثبتَ استمرار المقاومة الفلسطينيّة ودقّة الخطط العملياتيّة التي تنفّذها قوى المقاومة ومحورها أنّ المشروع المقاوم حقّق نجاحه النّوعيّ على صعيد إسقاط وهم «الجيش الذي لا يُقهر»، ووجّه ضربات قاتلة إلى عصب مشروع التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني، وأبانَ هشاشة المطبّعين ونفاقهم المكشوف، معربًا عن ثقته المطلقة بهذا المحور وبفعله المؤثر في بناء المقاومة الممتدّة على كلّ الساحات، وأنّه قادر على أن يبني مشروعه المرحليّ والمستقبليّ، وبما يحفظ مخزون القوّة الاستراتيجيّة، ويتقاطعُ مع الأحداث وفق بيان موضوعيّ وعقلانيّ، وبما يضمن له أفضل السّبل المعجّلة بنهايةِ الكيان المؤقت وأقواها، وفق تعبيره.
ودعا إلى استمرار الموج الشّعبيّ الغاضب، وتنويع أعمال التّضامن على المستوى الثّوريّ والسّياسيّ والإعلاميّ، ولا سيّما على صعيد حرب الصّورة وتكريس الرّوح المقاومة وإرادة التّحدي والانتصار
وخصّ المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير في ختام بيانه الكلام لشعب البحرين الوفيّ والشّجاع، من البسيتين إلى أمّ الحصم، ومن الدراز إلى القدم، ومن دمستان إلى السنابس، مرورًا بكلّ مناطق البلاد وبلداتها التي خرجت برجالها ونسائها، من الشّيعة والسّنة، لتثبت موقفها القاطع دعمًا للشّعب الفلسطينيّ ومقاومته الشّريفة، ورفضًا لتطبيع الكيان الخليفيّ مع الصّهاينة الغزاة، واستخفافًا بقمع السّلطة الغاصبةِ ومرتزقتها الجبناء.