صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ:، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحیم
يدين المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عمليّات القمع والتّرهيب التي يتعرّضَ لها المواطنون في البحرين على خلفيّةِ مشاركتهم في الاحتجاجاتِ الشّعبيّة التي شهدتها البلاد تضامنًا مع المقاومة الفلسطينيّة المظفّرة، وتنديدًا بالجرائم الوحشيّة التي يرتكبها الكيانُ الصّهيونيّ بحقّ أهلنا الصامدين في فلسطين المحتلّة وغزّة الأبيّة.
ويشير المجلسُ إلى أنّ الكيان الخليفيّ المطبّع لجأ إلى اعتمادِ سياسةٍ خبيثة بعد عمليّة «طوفان الأقصى» البطوليّة، حيث عمِدَ إلى التنديدِ الوقح بها، متعدّيًا على المقاومةِ وحقّها الأصيل في الدّفاعِ عن أرضها وشعبها الصامد، ثم استتبعَ ذلك بسلسلةٍ من الخطوات الالتفافيّة يلزم الحذر منها وفضحها بكلّ الوسائل، وكشْف مراميها الدّنيئة على مستوى التّغطيةِ على جرائم العدوّ الصّهيونيّ من جهة، والالتفاف على الحراكِ الشّعبي في البحرين وتفريغ أبعاده النضاليّة من جهةٍ أخرى.
وفي هذا السّياق، يسجّل المجلسُ السّياسيّ في موقفه الأسبوعيّ العناوينَ الآتية:
1- أسّس الكيانُ الخليفيّ موقفه الخيانيّ انطلاقًا من العلاقةِ المركزيّة التي باتت تجمعه مع الكيان المؤقّت، ثم عمَّدَ هذا الموقفَ بتأكيد ارتباطه الوجوديّ بالشّيطان الأكبر الذي يدير شؤونَه بكلّ تفاصيلها، كما ظهرَ من بيان العار الذي أصدره السّفيرُ الأمريكيّ المجرم في المنامة، والذي أدانته قوى المعارضة بأشدّ العبارات، لما فيه من تبعيّةٍ مفضوحة للإدارة الأمريكيّة المعادية للأمّة ومقاومتها. وفي الوقت الذي اضطرّ الكيانُ الخليفيّ إلى السّماح بتحرّكات المناصرةِ الشّعبيّة للمقاومة الفلسطينيّة، فإنّه لم يُخفِ انزعاجه من انتفاضة الشّارع، والخشية من تصاعدها والتحامها بالغضبِ العارم الذي يشتعلُ في الشّوارع العربيّة والعالم الحرّ، وقد جاءت حملةُ الاعتقالاتِ التي تعرّضَ لها مشاركون في تظاهراتِ «جمعة طوفان الأقصى» لتكشفَ عداء آل خليفة الدّفين لفلسطين ومقاومتها، وتربّصه بالشّر للحراكِ الشّعبيّ المتأهّب للانضمام إلى المعركة الكبرى التي تمهّد لسقوط الكيانِ الغاصب وعملائه في المنطقة، والمؤكّد أنّ الحسرة والخسران سيكونان من نصيب كيان الخليفيّين، وسيولّون الدّبر.
2- باتَ من الضّروري تحديد المفاهيم الدّقيقة لهذه المعركة التي بدأت تخوضها الشعوبُ ومقاومتها في وجه العدوان وقوى الاستكبار. فالعدوانُ الوحشيّ الذي يُصَبُّ على غزّة والمقاومة الفلسطينيّة ليس مجرّد انتقام صهيونيّ من العمليّة التّاريخيّة التي جرت صبيحة السّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل، فالهزيمة التي أوقعتها المقاومة لم تقتصر على فضْح بيتِ العنكبوت الصّهيونيّ، بل عرّت أيضًا الدّعايات الكاذبة التي كان يتخفّى خلفها المشروعُ الصّهيونيّ. إنّ المعركة الجارية هي معركة وعي وإرادة، كما هي معركة قيمٍ ووجود على حدّ سواء، فما يحدث هو أوّلًا عدوان على الأمّة كلّها بما تمثّله من قيم وثقافة ووجود، وثانيًا هو عدوان صهيونيّ برعايةٍ وتأييد وحمايةٍ أمريكيّة غربيّة كاملة الأوصاف والأشكال.
3- على الرغم من مرور نحو عشرة أيّام على تنفيذ عمليّة «طوفان الأقصى»، فإنّ كلّ الدّعاية الغربيّة والصّهيونية لم تنجح في تسميم الانتصار العظيم الذي شهده ذلك اليوم أو اختطافه مع هول المجازر والدّمار غير المسبوق في غزّة العزّة. وقد أثبتَ استمرار المقاومة الفلسطينيّة ودقّة الخطط العملياتيّة التي تنفّذها قوى المقاومة ومحورها الصّادق أنّ المشروع المقاوم حقّق نجاحه النّوعيّ على صعيد إسقاط وهم «الجيش الذي لا يُقهر»، ووجّه ضربات قاتلة إلى عصب مشروع التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني، وأبانَ هشاشة المطبّعين ونفاقهم المكشوف. ولذلك فإنّنا ندعو إلى استمرار الموج الشّعبيّ الغاضب، وتنويع أعمال التّضامن على المستوى الثّوريّ والسّياسيّ والإعلاميّ، ولا سيّما على صعيد حرب الصّورة وتكريس الرّوح المقاومة وإرادة التّحدي والانتصار.
4- إنّ محور المقاومة أثبت، منذ البدايات، قدرته على تحديد الفعل ومجالاته التي تحقّق الأهداف الاستراتيجيّة على مستوى تسريع سقوط الكيان المؤقت، ولم يكن المحور في أيّ يوم من الأيّام قابلًا للاستدراج الأعمى نحو السّياق الذي يحدّده الأعداء، فالمعركة المفتوحة في المواجهة ليست محصورة في إطار زمنيّ أو تحت طائلة الرّد على الاتّهامات الرّخيصة، كما أنّ المقاومة الشّريفة لا تنساق إلى ردودِ الأفعال الموبوءة والمرسومة وفق الأهواء والأجندةِ غير المدروسة.
إنّ ثقتنا مطلقة بهذا المحور وبفعله المؤثر في بناء المقاومة الممتدّة على كلّ الساحات، وهو قادر على أن يبني مشروعه المرحليّ والمستقبليّ، وبما يحفظ مخزون القوّة الاستراتيجيّة، ويتقاطعُ مع الأحداث وفق بيان موضوعيّ وعقلانيّ، وبما يضمن له أفضل السّبل المعجّلة بنهايةِ الكيان المؤقت وأقواها.
5- نخصّ الكلام هنا لشعبنا الوفيّ والشّجاع في البحرين، من البسيتين إلى أمّ الحصم، ومن الدراز إلى القدم، ومن دمستان إلى السنابس، مرورًا بكلّ مناطق البلاد وبلداتها التي خرجت برجالها ونسائها، من الشّيعة والسّنة، لتثبت موقفها القاطع الذي لم يشُبْه لُبس أو تراجع في أيّ زمن ولّى، دعمًا للشّعب الفلسطينيّ ومقاومته الشّريفة، ورفضًا لتطبيع الكيان الخليفيّ مع الصّهاينة الغزاة، واستخفافًا بقمع السّلطة الغاصبةِ ومرتزقتها الجبناء. إنّ شعب البحرين لم يغب يومًا عن ساحات الأقصى والقدس الشّريف، ولا عن كلّ معارك هذه الأمّة وقضاياها العادلة، وما قصّر في العطاء والتّضحية بلا حدود، وهو يعدنا بما هو أكبر وأوسع في الأيّام المقبلة إن شاء الله تعالى.. فله المزيد من التحيّات والتّعظيم، وإنّا وإيّاه على هذا الدّرب ولن نبدّل تبديلًا.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م
البحرين المحتلّة