وصف العلّامة السيّد عبد الله الغريفي عمليّة «طوفان الأقصى» بأنّها صَرخةُ شَعبٍ أصَرَّ على أنْ لا يُهزَم، ما دامتْ إرادةُ الله معه، وما دام جهادُ الأنبياءِ معه، وما دامتْ دماءُ الشُّهداءِ معه، وما دامت كلُّ الشُّعوبِ الحرَّة معه.
وأكّد سماحته في حديث الجمعة في مسجد الإمام الصادق في منطقة القفول في العاصمة المنامة (12 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023) أنّ «طُوفان الأقصى» أربك كلَّ معادلات السِّياسة، وأعاد الأمل، وأسقط اليأس والضَّعف والفشل وكلَّ خيارات الانكسار وكلَّ مسارات الهزيمة، مضيفًا «هكذا كانت الضَّربةُ موجعةً، أعطتْ درسًا كبيرًا لعنجهيَّة الاحتلال وغطرسة الصَّهاينة، وتبقى إرادة التَّحدِّي وعنفوان الصُّمود أكبر مِن كلِّ ترسانة العدو المهزومة، والتي لا تعرف إلَّا البطش، وإلَّا قتل الأطفال والنِّساء، وإلَّا إزهاق الأرواح».
وقال إنّ الصهاينة الآن يتباكون وقد طال صَمْتُهم وهم يمارسون أبشع الجرائم، وأقسى الاعتداءات، وها هم يدمِّرون، ويقتلون، ويحرقون، ويتباكون، موضحًا أنّ طُوفان الأقصى انطلق ليبشِّر بيوم النَّصر الأكبر، حينما تنطلق راياتُ الفتح العظمى ممهِّدةً لدولةِ الانتظار، ويقف في محراب المسجد الأقصى خليفة الله في الأرض الإمام المهديُّ مِن آل محمَّد (ص)، ويقف خلفه مؤتمًّا نبيُّ الله عيسى بن مريم (ع).
وشدّد على أنّ «طُوفان القدس» علامة بارزة كبرى في هذا الطَّريق، طريق النَّصر الأعظم، داعيًا إلى وجوب التحام كلّ الإرادات رسميَّة وشعبيَّة، وأنْ تصطفَّ كلُّ الأطيافِ والمكوِّناتِ والطَّوائفِ في وقفة تاريخيَّةٍ مساندةٍ لصُمودِ أبطال شعبِ فلسطين، وأنْ ترتفع كلُّ الدَّعوات الضَّارعة مِن أجلِ أن يتحقَّق النَّصرُ الأعظم، ويتحرَّر القدس وكلُّ أراضي الشعب في الأرض المحتلَّة.
ولفت العلّامة الغريفيّ إلى أنّ التحام المواقف الرَّسميَّة والشَّعبيَّة في الدِّفاع عن قضايا شعب فلسطين يستلزم أن تتخفَّف الأوطان مِن كلِّ الملفَّات العاجلة لكي يتعمَّق التَّلاحم بين الأنظمة والشُّعوب، وإلَّا تعقَّد التَّواصل ممَّا يشكِّل فجوات كبيرة مضرَّة بتلاحم المواقف الوطنيّة، وفق تعبيره.