أثار تصريح مقتضب لوزارة الخارجيّة، نشرته وكالة بنا يوم الأربعاء 11 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، تساؤلات لدى مراقبين للشأن البحرانيّ لاقتضابه أوّلًا وعدم وضوحه ثانيًا.
التصريح الذي لم يتعدّ السطرين جاء فيه: «أكدت وزارة الخارجية بأن المواقف الرسمية المعتمدة لمملكة البحرين هي تلك التي تصدر من، وتعبر عنها، الجهات الرسمية بمملكة البحرين فقط، وليس أي جهة أخرى»، بدا كرسالة حاسمة رأى بعضهم أنّها موجّهة إلى السّفير الأمريكيّ في البحرين «ستيفن كريغ بوندي» الذي نشر بيانًا على حساب السفارة الرسميّ في منصّة «X»، قبل يوم واحد من التصريح، أكّد فيه اتّحاد بلاده مع البحرين في ولائهما لأصدقائهما وحلفائهما في الكيان الصهيونيّ، ضدّ عمليّة «طوفان الأقصى» التي نفّذتها «حركة حماس»، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مضيفًا «بهذه الروح تدين كلا الدولتان الهجوم الإرهابيّ الذي شنّته حركة «حماس»، في السّابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي استهدف المدنيّين الإسرائيليّين، فضلًا عن التصعيد الخطير للصّراع».
كلام السفير لا يتعارض مع موقف النظام الخليفيّ الذي كان من أوائل المندّدين بعمليّة «طوفان الأقصى»، لذا فإنّ احتمال أن يكون «انزعاج» وزارة الخارجيّة بسبب هذه الفقرة من البيان ضئيل، يبقى السطر الأخير من بيان السفير الذي قال فيه: «نأمل أن نرى رؤية جلالته تتحقق حيث تقف مملكة البحرين والدول الأخرى الموقّعة على الاتفاقيّات الإبراهيميّة بجانب إسرائيل في وقت حاجتها»، فهل كان السفير يلمّح- وعلى المكشوف – إلى أنّ «جلالته» قد أعرب عن نيّته تقديم المساعدات لحليفه الصهيونيّ في حربه على قطاع غزّة؟
أمر قرأته كذلك قوى المعارضة بين سطور بيان السفير حيث أكّدت أنّ البيان الذي نشره موقع السفارة الأمريكيّة في المنامة «خطر»، شكلًا ومضمونًا، إذ عبّر عن إرهاب منظّم تضمّن تحريضًا على المزيد من الإيغال في سفك دماء الفلسطينيّين والقتل الوحشيّ والتنكيل بالنساء والأطفال، والتدمير الممنهج للأحياء السكنيّة في غزّة الصامدة، بل «تلميحًا إلى استعداد آل خليفة لدعم الصهاينة إرضاء للأمريكان».
فهل خان التعبير السفير الأمريكيّ أم ساء النظام كشف خيانته للقضيّة المركزيّة فلسطين؟