وصف قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيد علي الخامنئي عمليّة «طوفان الأقصى» بالزلزال المدمّر الذي مني فيه الكيان الصهيونيّ الغاصب بهزيمة استخباراتيّة وعسكريّة لا يمكنه ترميمها.
وقال سماحته في كلمته صباح يوم الثلاثاء 10 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 خلال الحفل المشترك لتخريج دفعة جديدة من طلبة جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة في البلاد، والذي جرى في جامعة الإمام علي (ع) في طهران إنّ هذا الزلزال المدمّر نجح في تدمير بعض الهياكل الأساسيّة للكيان الغاصب، والتي لا يمكنه إعادة بنائها بهذه السهولة، منوّهًا إلى اعتراف العالم بهزيمة الكيان الصهيوني في هذا الأمر، حيث قال إنّ هذه الهزيمة من الجوانب العسكريّة والاستخباراتيّة هزيمة لا يمكن ترميمها وهي زلزال مدمّر، ومن المستبعد أن يتمكّن الكيان الغاصب من ترميم الضربات العميقة لهياكله السياديّة في هذه الحادثة رغم كلّ المساعدات التي يتلقّاها من الغربيّين.
وأكّد السيّد الخامنئيّ أنّ الكيان الصهيونيّ بعد يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل يوم بسالة الشباب الفلسطينيّ لن يكون كالسابق، مضيفًا: إنّ سبب هذه الكارثة الكبرى التي حلّت بالكيان الصهيونيّ هو أفعال الصهاينة أنفسهم؛ لأنّه عندما تتجاوز حدّ الافتراس والوحشيّة، عليك انتظار «الطوفان».
ورأى سماحته العمل الشجاع والتضحوي للمجاهدين الفلسطينيّين ردًّا على جرائم المحتلّين لسنوات طويلة وتصاعد حدّتها في الأشهر الأخيرة، موضحًا أنّ المسبّب في الحالة الأخيرة هو الحكومة الحاليّة التي تحكم الكيان الغاصب، والتي لم تتوانَ عن اتخاذ أيّ إجراء وحشيّ ضدّ الشعب الفلسطينيّ المظلوم، لافتًا إلى الممارسات الشريرة والخبيثة لكيان الاحتلال من قتل الفلسطينيّين رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا، وتدنيس المسجد الأقصى، وقمع المصلّين، وضغط وحصار وكلّ ذلك بدعم من أمريكا وبريطانيا، متسائلًا: «هل كان أمام الشعب الفلسطينيّ الأبيّ الممتدة حضارته آلاف الأعوام في التاريخ مخرجًا أمام كلّ هذا الظلم والإجرام إلّا خلق الطوفان؟».
وأشار آية الله الخامنئي إلى محاولة الكيان الصهيونيّ إظهار المظلوميّة، ومبادرة وسائل إعلام عالم الاستكبار للإيحاء بهذا الأمر في أذهان الرأي العام العالميّ، قائلًا: «هذه المظلوميّة كاذبة وغير صحيحة 100%، ولا يمكن لأحد أن يصنع من هذا الوحش الكاسر صورة مظلوم»، ورأى أنّ الهدف من تظلّم الكيان الصهيوني هو تبرير جرائمه في هجماته المستمرّة على غزة وارتكاب المجازر ضدّ الشعب الفلسطينيّ المظلوم فيها.
وحول ما يتداوله بعض أفراد الكيان الصهيونيّ وداعميه من تدخّل غير الفلسطينيّين ومنهم إيران في الأحداث الأخيرة، علّق سماحته: «طبعًا نحن نقبّل جباه وسواعد الشباب الفلسطيني والمخططين ذوي الدراية والأذكياء الفلسطينيين ونفتخر بهم، لكن هذه التخرصات خاطئة وهذا الحساب خاطئ، ومن يقول إنّ الضربة الأخيرة للفلسطينيّين وراءها غير الفلسطينيّين لم يعرفوا الشعب الفلسطيني العظيم حقّ المعرفة وقللوا من شأنه».
وحثّ السّد الخامنئي العالم الإسلاميّ كلّه على دعم الشعب الفلسطيني، مشدّدًا على أنّ هذه الملحمة كانت من عمل مخططين أذكياء والشباب والناشطين الفلسطينيّين المضحّين، وستكون خطوة كبيرة على طريق خلاصهم .