قال سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إنّ «طوفان الأقصى» كان ذلًّا وخزيًا وفضيحة وعارًا على الدولة المؤقتة للعدو من بني إسرائيل المحاربين لله ورسله الساعين بالفساد في الأرض.
ورأى سماحته في بيان له يوم الإثنين 9 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 أنّ هذا الطوفان درس كافٍ للصهاينة لو عقلوا بكسر غرورهم وتوقّفهم الصادق للطوفان الأعظم الذي يكتسح وجودهم، ودرس للمطبّعين من حكومات تنتسب إلى المسلمين بأن يعضّوا على يد الندم لميلهم عن الله وعن أمّة الإيمان محتمين ببيت العنكبوت وإله كاذب تبيّن وهنه أمام هبّة عازمة من بعض الرجال البواسل من أبناء هذه الأمّة.
وأضاف أنّ الدرس الثالث لهذا الطوفان المدمر على الأمّة الإيمانية المجيدة أن تتلقاه بوعي وعزيمة، وهو أن تتيقّن بأن ليس بينها وبين النصر الكاسح إلّا أن تجتمع كلمتها على استرداد فلسطين متوكلةً على الله تحت لواء واحد هو لواء الإيمان، مشدّدًا على أنّه لا مجال بعد اليوم للشعور بالوهن، ولا لاحترام التطبيع أو مجاملة من ينادي به.
وحثّ الفقيه القائد الأمّة على أن تثق اليوم أكثر في نصرها، وتشدّ من عزمها على هزيمة العدو، وأّلا تتريّث في تحقيق وحدتها على هذا الطريق.
وقال سماحته إنّ طوفان الأقصى درس نادر في الجرأة والشجاعة وشدّة البأس، والمخاطرة الفدائيّة الهائلة، والتخطيط الدقيق، والإيمان الشديد بقضيّة الحق المغتصب، واسترداد العزّة والكرامة، وهو درسٌ سجّله الفلسطينيّون على مشهدٍ من العالم بكلّ فخر، بوحي من حسّ إسلامي متفجّر وغيرة إيمانية متوقّدة، من عطائه أن يكسر غرور العدو الإسرائيليّ ويسقط الوهم القائل بأنّ الجيش الإسرائيلي لا يُهزم، ويثير في نفسه التوقّع الصادق بأنّ الطوفان الأعظم قادم حتمًا ليكتسح وجوده من الديار الإسلامية، لتطهر البلاد ويأمن العباد، ومن عطائه أيضًا أن يَعِّض المطبّعون على يد الندم أنْ جهلوا كثيرًا يوم أن عَادَوْا أمّتهم وشعوبهم، وتخلَّوا عن الله سبحانه بدخولهم في طاعة أعدائه، والتجأوا إلى أمريكا وإسرائيل يحتمون بهم من قدر الله حتى بان لهم من الطوفان بأنّهم أعجز من أن يحموا أنفسهم أمام عددٍ من بواسل أبناء هذه الأمّة فضلاً عن مجموع شعوبها، وإنّ هبّة عازمة من الرجال الأشاوس من الفلسطينيين نكسوا رؤوس الإسرائيليين وأذلّوهم أي إذلال.
وأكّد آية الله قاسم أنّ من آثار هذا الطوفان أن تعظّم الأمّة ثقتها في النصر الساحق، وتشتد عزيمتها على تسريع النصر، وتتيقّن أن ليس بينها وبين الظهور التام على العدو إلا أن تجتمع كلمتها على استرداد فلسطين متوكّلة على الله تحت لواء الإسلام، وبالأيدي المجاهدة القادرة، وتوجيه القيادة المؤمنة بوعد الله، فلا مجال بعد اليوم للشعور بوهن الأمّة، وبأنّ أسباب النصر غير متوفّرة، وأنّ الأمّة فاقدة للقدرة على المواجهة للعدو وتحمّل تكاليف الحرب، وأنّ العدو لا يُناهَض، وأنّ الحاجة إلى التطبيع متعيّنة، هذه دعاوى وهميّة نسفها طوفان الأقصى.
وختم سماحته بيانه بالقول: «هذا هو الطوفان، أمّا رد الفعل الإسرائيلي بالقصف بالطائرات من بُعد فلا يدلّ على شيء من رجولة وشجاعة وشدّة بأس، لأنّه ليس فيه إقدام على الموت ومواجهة لبأس المقابل».