1- أسقطت عمليّة “طوفان الأقصى” كلّ المشاريع الانهزاميّة التي تنخرط فيها الكياناتُ المطبّعة المهترئة التي باتت أمام مفترق تاريخيّ حاسم بعد أن خسرت الرّهان على كيانٍ آيل للسّقوط، ولم يعد أمام كيانات التّطبيع في السّعوديّة والإمارات والبحرين وغيرها إلاّ خياران: إمّا أن تعدّ أنفاسها الأخيرة لتلتحق بالانحدار الكبير الذي يتدحرجُ إليه الصّهاينة المجرمين، أو أنْ تسلّم عاجلًا لإرادةِ الشعوب الحرّة، وتلغي اتفاقات الخيانة وتطرد الصّهاينة د من بلداننا، وتُعيد إلى الشّعوب مقاليد الحكمِ والسّيادةِ والقرار.
2- نستهجنُ البيانات التي أصدرتها كياناتُ التّطبيع في الخليج، ولا سيما في البحرين والإمارات، وهي بياناتٌ مخزية تبرهن من جديد أنّ هذه الكيانات لا تزال مجرّد أدواتٍ في أيدي الصّهاينة وأسيادهم الأمريكان، وهي تثبت بخياناتها المتكرّرة ارتباطها البنيويّ بالمحور المعادي لتطلّعات الشّعوبِ، وانسلاخها من قيم العروبةِ والإسلام، ما يُعزّز الخيار الشّعبي في اعتماد كلّ السّبل المتاحة لإسقاط كلّ الديكتاتوريّات المطبّعة مع الكيان المؤقت، وإعادة العمل على تأسيس معادلةِ الكفاح الوطني من أجل الحريّة والتحرُّر، وعلى قاعدةِ الانتماء إلى فلسطين ومقاومتها الباسلة.
3- نؤكّد وقوفنا مع محور المقاومة، شعوبًا وقوى ودولًا، في مواجهةِ العدو الصّهيوني والتّهديدات الأمريكيّة، ونسجّل هنا تحيّتنا للشّعب المصريّ الذي عبّر عنه كلٌّ من الأزهر الشّريف الذي أيّد بطولات المقاومين، والشّرطي الشّريف الذي أجهزَ على صهاينة دنّسوا أرض مصر المحروسة، وهو ما سيكون له صداه السّريع في كلّ مكان يوجد فيها الصّهاينة. كما نتوجّه بالتحيةِ إلى إخوتنا في الكويت ونوّابها الشّرفاء الذين أكدوا وقوفهم مع فلسطين والمقاومة، ونعبّر عن الاعتزاز الكبير بالمقاومةِ في لبنان التي أرسلت رسالتها السّريعة إلى الكيان المؤقت بدكّ مواقع العدو في فلسطين المحتلّة، ونحيّي الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران التي كانت الحاضن الأوّل والرّاعي الأكبر للحقّ وللمستضعفين، وما بدّلت تبديلًا.
4- يواصل الكيانُ الخليفي في البحرين الاستخفاف والتفريط في سيادة البحرين، وهو لا يتردّد عن تلبيةِ كلّ ما يطلبه منه أسياده في محور الشرّ، في مقابل حماية عرشه المهزوز وتغطية جرائمه، وهو ما تجدّد أخيرًا مع زيارة سفير الكيان الخليفيّ في فلسطين المحتلّة لوزير الاتصالات الصّهيونيّة والاتفاق على تسليم بيانات الاتصالات (الداتا) في البحرين إلى الصّهاينة تحت ذريعة الاتفاقات البينيّة، وهنا نحذّر أبناء وطننا العزيز من مخاطر انتهاك الخصوصيّة على شبكة الاتصالات والإنترنت، وضرورة الحرص على توفير الأمن الرقمي اللازم، حيث أصبحت شبكة الاتصالات كلّها مباحة أمام الموساد وأجهزة المخابرات التي تتعاون معها.
5- نتوجّه إلى أهلنا في دول الخليج بنداءٍ عاجل من أجل توحيد الصّفوف والالتحام في جبهةٍ شعبيّة قويّة واحدة لثبيت الموقف الثّابت الدّاعم للمقاومةِ في فلسطين، والإسهام في إسناد صمود شعبنا في غزة، ومواجهة التّطبيع مع العدو الصّهيوني، ونرى أنّ الوقت أصبح مؤاتيًا لتوسيع مستوى التّكاتف بين شعوب الخليج، آملين من القوى والفعاليّات الوطنيّة أن تبادر إلى تنظيم لقاءاتٍ مشتركة على هذا الصّعيد، والخروج بإطار شعبيّ واسع يضم كلّ القوى في الخليج، وينسّق جهودَ النّصرة والتّضامن مع الشّعب الفلسطيني ومقاومته، وتوفير كلّ وسائل الدّعم المادي والمعنوي، وبما يمهّد الطريق لمرحلةٍ جديدة من نضالات الشّعوب الحرّة وإنهاء الدّيكتاتوريات في المنطقة.
البحرين المحتلّة
الإثنين 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م