استقبل قائد الثورة الإسلاميّة السيّد علي الخامنئي سفراء الدول الإسلامية وضيوف مؤتمر الوحدة وعدد من المسؤولين صباح يوم الثلاثاء 3 أکتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة النبيّ محمد المصطفى (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع).
وقال سماحته إنّ مخططي الجرائم وأعمال الإهانة البغيضة لا يستطيعون إضعاف القرآن بل يدمرون أنفسهم بذلك.
ولفت إلى أنّ النبيّ الأکرم (ص) قدم للبشرية العلاج لجميع الآلام الكبرى للإنسانيّة.
وتابع سماحته مستطردًا بأنّ العداء للإسلام اليوم أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، واصفًا إهانة القرآن الكريم بنموذج جاهل لهذه العداوات، وما يفعله أحمق جاهل وتدعمه حكومة یبیّن أنّ هذه المسألة لیست مسرحًا لإهانة للقرآن فقط، حيث رأى أنّ فكرة إضعاف القرآن بهذه التصرفات فكرة وهمية وتكشف خفايا أعداء القرآن، مؤكّدًا أنّ القرآن كتاب حكمة وعلم وتسامح ومعرفة وتنمية إنسانية ونهضة، والعداوة له هي في الحقيقة عداوة لهذه المفاهيم السامية. وبطبيعة الحال، يشكل القرآن تهديدًا للقوى الفاسدة لأنه يدين القمع ويلقي باللوم على الشعوب المضطهدة التي استسلمت للقمع، معتبرًا تبرير إهانة القران بادعاءات متكررة وكاذبة مثل حرية التعبير، عارًا على المدعين، وأنّ الدول التي تسمح بإهانة القرآن والمقدسات الاسلامية ولا تجرؤ على مهاجمة الرموز الصهيونية ترزح بکل وضوح تحت حكم صهاينة العالم القساة والمجرمين.
وأضاف السيّد الخامنئي أنّ الكيان الصهيوني مليء بالكراهية والحقد والغضب، وهو يكره باقي الدول البعيدة والقريبة منه مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والخ.. كما يكره إيران لأنّ هذه الدول منعته من تحقيق هدفه وإقامة كيانه من النيل إلى الفرات، واستطرد سماحته في هذا السياق مستشهدًا بالآية القرآنية “وموتوا في غيظكم” ، لافتًا إلى أنّ هذه الآية تتحقق في الكيان الصهيوني الذي وبالفعل يموت بغيظه.
وأكد سماحته أنّ مقامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني خسارة فادحة، والحكومات التي تتخذ من هذه المقامرة قدوة لنفسها ترتكب خطأ وتراهن على حصان خاسر، مضيفًا أنّ الكيان الصهيوني زائل والشباب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية أكثر حيوية واستعدادًا من أي وقت مضى، لافتًا إلى أنّ هذه المقاومة ستؤتي ثمارها قريبًا باستئصال الكيان الصهيوني من المنطقة برمتها والذي شبهه الإمام الخميني (قدّس سرّه) بالغدة السرطانية .
ودعا سماحته قادة وسياسي الدول الإسلامية وخبراء العالم الإسلامي ونخبه إلى اغتنام أسبوع الوحدة الإسلامية كفرصة لمعرفة من هو عدو الإسلام وعلى من تضر وحدة المسلمين وتمنع تعدياتهم ونهبهم وتدخلهم، مؤكّدًا أنّ وحدة الدول الإسلامية في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا ستمنع مواصلة الغطرسة والهيمنة الامريكية التي توجه ضربات سياسية واقتصادية لدول المنطقة وتسرق نفط سوريا، وتحمي وتبقي على تنظيم داعش الارهابي والهمجي والمتعطش للدماء في معسكراتها لتعيده إلى الميدان يوم الحاجة وتتدخل في أمور البلدان.
واستطرد في هذا السياق موضحًا أنه إذا اتحدت دول المنطقة، واعتمدت إيران والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج العربي سياسة واحدة في القضايا الأساسية والعامة، فلن تتمكن القوى القمعية ولن تجرؤ على التدخل في شؤونها الداخلية وسياستها الخارجية.