1- أعادت حادثةُ مقتل المرتزقة الخليفيّين على الحدود اليمنيّة، وما لحقها من حفلاتٍ إعلاميّة كاذبة؛ التأكيدَ أنّ الكيان الخليفي يُمعن في إخلاءِ البحرين من المؤسّسات المستقلّة التي تعبّر عن الشّعب وإرادته. فليس هناك مؤسّسة تشريعيّة تمثل الشّعب، ولا تعكس تركيبة المؤسّسات الحكوميّة الكفاءات الوطنيّة الأصيلة، كما جُرّدت البلاد من المؤسّسات الأهليّة الحرّة رغم التّاريخ المشهود لشعبِ البحرين النّضالي. وفي الإطار نفسه، أحكمَ آل خليفة القبضة على الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة التي تحوّلت إلى أوكار فسادٍ وإجرام لقبيلة آل خليفة، بما أفقد هذه الأجهزة أي معنى للوطنيّة.
2- يمثّل تصريح وزير الإعلام اليمني في النّدوة السّياسيّة التي شاركَ في تنظيمها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير؛ نسْفا لروايةِ الكيان الخليفي حول سقوط قتلى من مرتزقةِ جيشه على الحدود اليمنيّة، حيث أكّد الوزير بأنّه لم يكن لليمن أي صلة بهذه الحادثة، وهو ما يكشفُ قبْح التّمثيليّة التي ظهر بها الطاغية حمد وأبناؤه، والمتاجرة بجراح ذوي المرتزقة القتلى. إنّ ما حصلَ جاء في سياق تصفية الحسابات بين السّعودية والإمارات، والصّراع المحتدم بينهما على فرْض النّفوذ والهيمنة على اليمن، وبالتّوازي مع المفاوضات الجارية بين السّعوديّة واليمن التي تغيض الإماراتيين، ما دفعهم إلى السّعي لتخريب المشهد القائم، أسوةً بأدوارهم المعتادة في ساحات الصّراع بالمنطقة، بما في ذلك ليبيا ومصر والسّودان. إنّ آل خليفة ورّطوا بلدنا مجدّدًا في صراعات القبائل بالخليج، وهم مسؤولون عن الآثار الجانبيّة لذلك، وعلى الشّعب وقواه الحيّة البراءة من أفعالهم الخبيثة.
3- يواصل الكيانُ الخليفي توسيعَ الاتفاقات واللّقاءات الأمنيّة بغية تأمين بدائل عن فقدانه للمشروعيّة الشّعبيّة من جهة، ومن جهة أخرى محاولة الهروب من المخاطر المحدقة بوجوده في ظلّ المتغيّرات التي تطلّ على المنطقة. وإضافة إلى المعطيات التي تشير إلى ترتيبات مقبلة لتعاونٍ أمني وعسكري جديد مع الكيان الصّهيوني؛ فقد وسّع الكيانُ المجرم من اللقاءات مع الأجهزة الأمنيّة في عدد من الدول، وتبادل الخبرات الأمنيّة والاستخباريّة. وكان ذلك جزء من أجواء الزّيارات التي جمعت أجهزة الكيان الخليفي مع الأجهزة الأمنيّة المصريّة والأردنيّة. إن كلّ هذه التحرّكات لن تجدي نفعًا، وستظلّ إرادة الشّعب أقوى من أجهزة الأمن، وهو ما أثبته استمرار ثورة 14 فبراير وثبات الشّعب على مطالبه المحقّة.
4- لا يزال الكيان الخليفي يتحايل على تنفيذ وعوده تجاه مطالب الحركة الأسيرة في البحرين، كما زادَ أخيرًا التّضييقَ على المعتقلين في سجونه، سواء من خلال إهانة ذويهم أثناء الزّيارات، أو من خلال إصدار أحكام ظالمة إضافيّة على السّجناء السّياسيين، فضلًا عن تجدّد الاعتقالات والمداهمات لمنازل الآمنين وإرهاب النّساء والأطفال، ما يعكس إجرام حكومة سلمان، وتثبيت ديكتاتوريّة على غرار أبيه الطاغية. نؤكد ثقتنا بصمود السّجناء وحُسن إدارتهم للمعركة في مواجهة الخبثِ الخليفيّ، وهم واثقون بالاستنادِ على شعبٍ أصيل ومقاوم، وأنّ مطالبهم العادلة لن تكون محلًا للتّنازل أو الانتقاص مهما تكاتف البريطانيّون والأمريكيّون في ابتكار المخارج الخبيثة لآل خليفة.
5- في أسبوع الوحدة الإسلاميّة وذكرى انتفاضة الأقصى؛ نستحضر دور خاتم الأنبياء (ص) في بناء أمّة الإسلام القويّة المقتدرة في وجه قوى الشّر في العالم، وإخراجهم من عبوديّة الجهل والصّراعات القبليّة، في حين نرى الغرب يدفع البشريّة اليوم نحو حافّة الحروب الكبرى وإثارة الكراهيات وانتهاك حرمة القرآن الكريم، والانغماس في الرّذيلة والشّذوذ الجنسي، بالتّوازي مع استمرار ربيبة الغرب في انتهاك حرمة القدس الشّريف بتكرار اقتحامات الصّهاينة، وبغطاءٍ أخير من هرولة الكيان السعوديّ المجرم في استكمال مسار تطبيعه مع الصّهاينة. نؤكد في هذا المجال أهميّة وحدة المسلمين في مواجهةِ هذه التحديّات، وأنّ البحرين وشعبها المقاوم سيظلّان وفيّين لقيم الإسلام ومبادئه العليا، والشعب يعبّر عن ذلك بانتمائه للإسلام المحمّدي الأصيل ولمحور المقاومة، والوفاء للأقصى الشّريف وتحرير فلسطين كاملةً من دنس الصّهاينة المجرمين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الإثنين 2 كتوبر/ تشرين الأول 2023م