نوّه المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالمسار الحكيم الذي أكّدته الحركة الأسيرة في البحرين، واستعدادها لاستئناف خوْض معركة الأمعاء الخاوية نهاية الشّهر الجاري في حال تبيّن غدر الجهات الخليفيّة ونكثها وعودها بالاستجابةِ لمطالب السّجناء السّياسيّين.
ورأى في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 18 سبتمبر/ أيلول 2023 أنّ سلوكَ الكيان الخليفيّ في الأيام الأخيرة يثبت ما حذّر منه سابقًا من مراوغةٍ تجاه مظلوميّة المعتقلين السّياسيّين، حيث لا يزال يتحرّك في إطار الالتفاف على مطالب الحركة الأسيرة المحقّة والإنسانيّة، وهو ما تبيّن مع منع الناشطة الحقوقيّة «مريم الخواجة» والفريق الدّوليّ المتضامن معها من السّفر للبحرين، وإلغاء زيارة مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان لسجونه، والتضييق مجدّدًا على السّجناء ومنعهم من حضور مراسم تشييع أحبّتهم.
وعدّ المجلس السياسيّ الحكومةَ البريطانيّة شريكةً كاملة في الانتهاكاتِ والجرائم التي يتعرّض لها شعبُ البحرين والسّجناءُ السّياسيّون، ودورها يأتي استمرارًا للمنظومة الاستعماريّة في إعاقة نضال الشعب نحو نيْل حقوقه الكاملة، وهي تقف وراء سياسات الاستبداد والفساد الجارية اليوم، بل هي الادارةِ المباشرة للقمع وملاحقة النّشطاء، وتزويد الأجهزة الخليفيّة الأمنيّة بالخبرات والمستشارين والبرامج التدريبيّة للمساعدة في هندسة التّعذيب والإجهاز على الحراك الشّعبي والثّوري، داعيًا إلى رفع الصّوت الرّافض للمستعمرين البريطانيّين، واعتبارهم أعداء مباشرين للشّعب ولنضاله الوطنيّ.
وجدّد الموقفَ حيال الاتفاقيّة التي أبرمها الكيانُ الخليفيّ مع الإدارة الأمريكيّة الأسبوع الماضي، واعتبارها اتفاقيّة خيانيّة تمّ التوصّل إليها في سياق الدفْع لاستحقاق توقيع اتّفاقات التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، وحثّ القوى الوطنيّة وشرائح الشّعب المخلصة على تسجيل مواقف قويّة رافضة للاتفاقيّة الأمنيّة مع الأمريكيّين الذين اعتادوا إشعال الفتن والحروب في المنطقة، وتشكيل اصطفاف وطنيّ واسع ضدّ التوسُّع الاحتلاليّ الأمريكيّ في البحرين، للحيلولة دون نجاح المخطّطات الأمريكيّة في بلوغ أهدافها المعادية لشعوبِ المنطقة وتطلّعاتها في التحرُّر من التدخّلات الأجنبيّة.
ولفت إلى أنّ اليوم العالمي للدّيمقراطيّة (15 سبتمبر/ أيلول) كشف الواقع المتردّي الذي تعانيه البحرين بسبب الكيان الخليفيّ الذي لا يتورّع عن الحديث عن إصلاحٍ مغشوش وديمقراطيّة مزيّفة، كما يواصل ترويجَ كذبةِ الإصلاح رغم كلّ الدّمار والخراب الذي لم تشهده البلاد منذ عقود طويلة، فلا يوجد دستور حقيقيّ يعبّر عن الإرادة الشّعبيّة، وليس هناك نظام انتخابيّ عادل يفرز تمثيلًا حقيقيًّا، ولا برلمان كامل الصّلاحيات قادر على التشريع والمحاسبة والمراقبة والحفاظ على ثروات الوطن وسيادته، وانعدمت الصّحف الحرّة والعمل المعارض المستقلّ، إضافة إلى مافيات الفساد والتمييز والامتيازات والسّرقات، وتمّت السّيطرة على مقدرات الوطن وثرواته بقبضة الطّاغية (حمد) وأبنائه، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الأصليّون الحرمان من المعيشة الكريمة والسّكن الملائم، ويواجهون كلّ يوم مخاطر انفلات الأمن المجتمعيّ بسبب شيوع عصابات المجنّسين وانتهاكها حرماتهم وتقاليدهم وعاداتهم.
وأعرب المجلس السياسيّ عن تأييده دعوة المبادرة الوطنيّة لمناهضة التطبيع لمقاطعة معرض المجوهرات والذّهب المزمع عقده بين 14- 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، رفضًا للمشاركةِ المحتملة للعدو الصّهيوني فيه، وتأييده أيضًا ما تضمّنه بيانها الذي جدّد إجماع شعبِ البحرين على مناهضة التّطبيع، ومقاطعة كلّ من يتعامل مع الكيان الصّهيوني بأيّ شكل من الأشكال، واستمرار الشّعب في الدّفاع عن فلسطين ودعم مقاومتها الشّريفة، مشدّدًا على إنجاح الخطوات الأهليّة والتحرُّكات الشّعبيّة الرّافضة لاتفاقات التّطبيع.