عقد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتّعاون مع المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة، النّدوة السّياسيّة «اتفاقات أبراهام- أهداف خفيّة واستشراف ناصع» يوم السبت 16 سبتمبر/ أيلول الجاري بمناسبة الذّكرى المشؤومة الثالثة لتوقيع اتفاقات الخيانة والتّطبيع مع العدو الصّهيوني.
شارك في الندوة التي أدارها رئيس الوحدة السياسيّة والإداريّة في المرصد «الدكتور علي رباح» نخبة من السّياسيّين والباحثين من البحرين وفلسطين ولبنان واليمن هم «ممثل حركة الحريّات والدّيمقراطية (حق) الأستاذ عبد الغني خنجر، والباحث الفلسطينيّ في الشّؤون الإسرائيليّة الأستاذ أليف صبّاغ، والمحلل الفلسطينيّ الأستاذ محمد أبو عون، والإعلاميّ والدّبلوماسيّ اليمنيّ الأستاذ علي زهري».
وتطرّق المتحدّثون في النّدوة إلى أساليب المقاومة الشّعبيّة للتّطبيع الصّهيوني، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على توقيع الاتفاقات من جانب النّظامين في البحرين والإمارات، مشيرين إلى تميّز شعب البحرين وثباته على هذا الصّعيد، ونجاح الحراك الشّعبي ومبادرات القوى الوطنيّة الأهليّة في التّصدّي للتّطبيع، وإعلان التّأييد الكامل للمقاومة حتّى التّحرير الكامل.
وأضاء الأستاذ صبّاغ على قضيّة جوهريّة عنوانها: أهداف «إسرائيل من التطبيع» متناولًا أهميّة التطبيع مع السعوديّة بالذات، وهل يمكن أن يقبل الكيان بتطبيع دون علاقات دبلوماسيّة؟ فيما تحدّث الأستاذ خنجر عن أوجه الشّبه بين المشروع الصّهيونيّ ومشاريع الاضطّهاد والتّمييز التي يطبّقها النظام الخليفيّ ضدّ المواطنين الأصليّين في البحرين، ولفت إلى أنّ هناك تشابهًا بين آل خليفة والصّهاينة في اعتماد مخطّطات التّهجير والتجنيس، واقتلاع المواطنين من البلاد، وتنفيذ سياساتٍ متنوّعة من الإبادة الثقافيّة.
وعرض الباحث أبو عون موضوع التطبيع وتأثيره في الوعي الجمعيّ العربيّ من خلال البُعد الثقافيّ والاجتماعيّ، ومدى الاختراق الذي حققه العدو في المجتمعات العربيّة عبر عمليّات التطبيع التي قام بها بتواطؤ من الأنظمة والحكّام العرب الحاليين، وتأثير هذا مستقبلًا في مقاومة الفلسطينيّين وصمودهم ورفض الإقرار بالاحتلال كأمر واقع في المنطقة العربيّة.
أمّا الأستاذ زهري فقد تناول موضوع الإبادة الثقافيّة التي يسعى العدوّ الصهيونيّ جاهدًا في تبنّيها مستخدمًا شتى الوسائل التربويّة والثقافيّة والإعلاميّة بالتواطؤ مع الأنظمة العربيّة العميلة التي سخّرت الصحافة والكتب والمناهج في خدمة مشروع هذا العدو.
وقد اختُرق الرابط الإلكتروني «زووم» المخصّص لبثّ وقائع النّدوة، في محاولة لتخريبها ووقفها، غير أنّ المشاركين استكملوها مؤكّدين الأهداف الاستعماريّة التي تقف وراء توقيع اتفاقات التّطبيع من جانب أنظمة الخليج، وأشادوا في الوقت نفسه بموقف شعب البحرين الثّابت في رفض التّطبيع ومقاومته.
واستصرح تلفزيون المنار الذي غطّى الندوة إعلاميًّا المشاركين والحضور فيها، وكرّم في ختامها ائتلاف 14 فبراير الإعلاميّة اللبنانيّة «رباب تقي» تقديرًا لجهودها في نصرة قضيّة البحرين وثورة شعبها.