صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المسار الحكيم الذي أكّدته الحركة الأسيرة في البحرين، واستعدادها لاستئناف خوْض معركة الأمعاء الخاوية نهاية الشّهر الجاري في حال تبيّن غدر الجهات الخليفيّة ونكثها وعودها بالاستجابةِ لمطالب السّجناء السّياسيّين.
إنّنا نرى أنّ سلوكَ الكيان الخليفيّ في الأيام الأخيرة يثبت ما حذّرنا منه من مراوغةٍ تجاه مظلوميّة المعتقلين السّياسيّين، حيث لا يزال يتحرّك في إطار الالتفاف على مطالب الحركة الأسيرة المحقّة والإنسانيّة، وتفريغها من أيّ ترجمة ذات جدوى على الأرض، وهو ما تبيّن مع منع الناشطة الحقوقيّة «مريم الخواجة» والفريق الدّوليّ المتضامن معها من السّفر للبحرين، وإلغاء زيارة مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان لسجونه، وما رافقَ ذلك من تضييق متجدّد على السّجناء ومنعهم من حضور مراسم تشييع أحبّتهم، ما عكسَ مرّة أخرى عقليّة هذا الكيان الإجراميّة والمعروف منذ القديم بنكثه للعهود وانسلاخه من قيم العروبة والإسلام.
وفي هذا السّياق، يسجّل المجلس السّياسيّ في موقفه الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- إنّنا نعدّ الحكومة البريطانيّة شريكةً كاملة في الانتهاكاتِ والجرائم التي يتعرّض لها شعبُ البحرين والسّجناءُ السّياسيّون، إذ كان لهذه الحكومة الاستعماريّة دور أساسيّ في عرقلة رحلة الناشطة «مريم الخواجة» إلى البحرين لمؤازرة المعتقلين في السّجون الخليفيّة. إنّ هذا الدّور البريطانيّ الخبيث هو جزءٌ من استمرار المنظومة الاستعماريّة في إعاقة نضال شعب البحرين نحو نيْل حقوقه الكاملة، ولقد كشفَ أسوأ درجات النّفاق والكذب في ادّعاءات حقوق الإنسان وحقّ الشّعوب في الحريّة والديمقراطيّة، ونرى أنّ هذه المنظومة البريطانيّة لا تزال تقف وراء سياسات الاستبداد والفساد الجارية اليوم، بل هي الادارةِ المباشرة للقمع وملاحقة النّشطاء، وتزويد الأجهزة الخليفيّة الأمنيّة بالخبرات والمستشارين والبرامج التدريبيّة للمساعدة في هندسة التّعذيب والإجهاز على الحراك الشّعبي والثّوري، من هنا ندعو إلى رفع الصّوت الرّافض للمستعمرين البريطانيّين، واعتبارهم أعداء مباشرين للشّعب ولنضاله الوطنيّ.
2- في الإطار نفسه؛ نجدّد الموقفَ حيال الاتفاقيّة التي أبرمها الكيانُ الخليفيّ مع الإدارة الأمريكيّة الأسبوع الماضي، واعتبارها اتفاقيّة خيانيّة تمّ التوصّل إليها في سياق الدفْع لاستحقاق توقيع اتّفاقات التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، وكلّ هذه الاتفاقات تأتي لتسريع تنفيذ خطط التّدمير والتّخريب التي تُحاك لمسْخ هويّة شعوب المنطقة وإعادة بناء تركيبتها الاجتماعيّة والثقافيّة على أمل تطويعها للاندماج مع المشاريع الأمريكيّة- الصّهيونيّة. إنّنا نحثّ القوى الوطنيّة وشرائح الشّعب المخلصة على تسجيل مواقف قويّة رافضة للاتفاقيّة الأمنيّة مع الأمريكيّين الذين اعتادوا إشعال الفتن والحروب في المنطقة، وتشكيل اصطفاف وطنيّ واسع ضدّ التوسُّع الاحتلاليّ الأمريكيّ في البحرين، للحيلولة دون نجاح المخطّطات الأمريكيّة في بلوغ أهدافها المعادية لشعوبِ المنطقة وتطلّعاتها في التحرُّر من التدخّلات الأجنبيّة.
3- جاءت مناسبة اليوم العالمي للدّيمقراطيّة (15 سبتمبر/ أيلول) لتُعيد كشف الواقع المتردّي الذي تعانيه البحرين بسبب هذا الكيان الكاذب والطّاغية المجرم الذي لا يتورّع عن الحديث عن إصلاحٍ مغشوش وديمقراطيّة مزيّفة، كما يواصل هذا الكيانُ المجرم ترويجَ كذبةِ الإصلاح رغم كلّ الدّمار والخراب الذي لم تشهده البلاد منذ عقود طويلة، فلا يوجد دستور حقيقيّ يعبّر عن الإرادة الشّعبيّة، وليس هناك نظام انتخابيّ عادل يفرز تمثيلًا حقيقيًّا، ولا برلمان كامل الصّلاحيات قادر على التشريع والمحاسبة والمراقبة والحفاظ على ثروات الوطن وسيادته، وانعدمت الصّحف الحرّة والعمل المعارض المستقلّ، أمّا مافيات الفساد والتمييز والامتيازات والسّرقات فهي تنخر كلّ مفاصل الدّولة ومؤسّساتها، وتمّت السّيطرة على مقدرات الوطن وثرواته بقبضة الطّاغية (حمد) وأبنائه المراهقين الذين يعيثون فيه لهوًا وفسادًا، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الأصليّون الحرمان من المعيشة الكريمة والسّكن الملائم، ويواجهون كلّ يوم مخاطر انفلات الأمن المجتمعيّ بسبب شيوع عصابات المجنّسين وانتهاكها حرماتهم وتقاليدهم وعاداتهم. هذه هي ديمقراطيّة القبيلة المتوحّشة التي يتفاخر بها الكيانُ الخليفيّ، وهي القبيلة التي يرفضها شعبُ البحرين ويصرّ على استمرار الجهد والجهاد حتى إسقاطها.
4- نؤيّد دعوة المبادرة الوطنيّة لمناهضة التطبيع لمقاطعة معرض المجوهرات والذّهب المزمع عقده بين 14- 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، رفضًا للمشاركةِ المحتملة للعدو الصّهيوني فيه، كما نؤيد ما تضمّنه بيانها الذي جدّد إجماع شعبِ البحرين على مناهضة التّطبيع، ومقاطعة كلّ من يتعامل مع الكيان الصّهيوني بأيّ شكل من الأشكال، واستمرار الشّعب في الدّفاع عن فلسطين ودعم مقاومتها الشّريفة، ونشدّد على إنجاح الخطوات الأهليّة والتحرُّكات الشّعبيّة الرّافضة لاتفاقات التّطبيع، حيث نظّم المجلسُ السياسيّ في هذا السياق وبمناسبة ذكرى التّطبيع المشؤومة الثالثة ندوةً سياسيّة لتثبت هذا المسعى وترفده بالمواقف الدّاعمة، وعلى الرغم من محاولة جهاتٍ صهيونيّة خليفيّة تخريب النّدوة عبر اختراق رابط بثّها الإلكترونيّ فقد استطاعت أن تُوصل رسالتها وتفضح خيانة أنظمة التّطبيع وتواطؤها مع المشروع الصّهيونيّ.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الإثنين 18 سبتمبر/ أيلول 2023م