جدّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في الذّكرى المشؤومة الثالثة لتوقيع الكيان الخليفيّ اتفاق التّطبيع مع الكيان الصّهيوني موقفه الحازم بعدم شرعيّةِ هذا الاتفاق، جملة وتفصيلًا، مشدّدًا على الحقّ الكامل لشعب البحرين وشعوب المنطقةِ في مقاومته وبكلّ الطّرق المشروعة.
وقال في بيان له يوم الجمعة 15 سبتمبر/ أيلول 2023 إنّ توقيع اتفاق العار هذا أسقط آخر الأقنعة الزّائفة التي يتخفّى خلفها هذا النظام العميل، وأصبح بعدها ينتمي إلى الفلك الاستعماريّ الصّهيونيّ، ونُزعت عنه أدنى صلة بثوابت الأمّة وقيمها.
ورأى المجلس السياسيّ أنّ اتفاقات التّطبيع تهدفُ إلى توسيع التمدّد الصّهيونيّ خارج حدود فلسطين المحتلّة، واللّجوء إلى هذه الاستراتيجيّة التوسّعيّة يأتي في ظلّ المأزق الدّاخلي المرير للصّهاينة، ونجاح المقاومة الفلسطينيّة في التّعجيل بهزيمةِ هذا الكيان الغاصب. ولفت إلى أنّ الأنظمة المطبّعة هي أدواتٌ وظيفيّة استُعمِلت لإنقاذ المشروع الصّهيونيّ من السّقوط الكبير والحتميّ.
وقال إنّ إحياء الكيان الخليفيّ مبكرًا ذكرى اتفاق توقيع العار مع الكيان الصّهيونيّ باستقباله وزير خارجيّته «المجرم إيلي كوهين» لإعادةِ افتتاح وكر «سفارةِ» الكيان في العاصمة المنامة هو تأكيد من الكيانين الغاصبين للمضي في مجابهةِ نضال الشّعبين في البحرين وفلسطين، وتثبيت للاتفاقات المبرمة التي تنصّ على تحويل البحرين إلى وكر دائم للتجسُّس الصّهيونيّ، ومركزٍ لتخطيط عمليّات التّخريب وإثارة التّوتر في دول المنطقة، وتدريب الأجهزة الخليفيّة على تنفيذ البرامج والسّياسات الصّهيونيّة المُعدّة لتجويف الواقع الشّعبي في البحرين، واختراق بيئته المعارضة، من خلال تسميم ثقافته بثقافاتٍ مستوردة مفسدة.
ورأى المجلس السياسيّ أنّ اختيار كيان الخليفيّين توقيت ذكرى العار لزيارة رئيس حكومته للولايات المتّحدة يؤكّد رعاية الشّيطان الأكبر لمشروع التّطبيع وملحقاته السّريّة، ولكي يتلقّى الخليفيّون هديّة خيانتهم السّوداء، وذلك بتوقيع اتفاق خيانيّ آخر مع الأمريكيّين، تتحوّل البحرين بموجبه إلى ساحةِ احتلال أمريكيّ أكبر، ويضمن وضْعَ أيدي الأمريكيّين على ما تبقّى من سيادةٍ في البلاد، وإلحاق القرار العسكريّ والاستخباريّ بالمنظومةِ الأمريكيّة المعادية للشّعوب وحركات التّحرّر والمقاومة، مع تعزيز قبضة الشّيطان الأمريكيّ على الوضْع الأمنيّ داخل البلاد، وإملاء سياسات «الرّدع والرّد» حيال أيّ تطوّر إقليميّ، وبما يتناسب مع المخططات الأمريكيّة في المنطقة، معدًّا إيّاه لا يقلّ خطورة عن اتفاقات العار مع الصّهاينة، داعيًا إلى إظهار الشّجب والاستنكار لهذا الاتّفاق، وعدّ الأمريكيّين قوّة غازية تتآزر مع مشروع الاحتلال الصّهيونيّ للبحرين، وأنّ من حقّ الشّعب مقاومة كلّ هذه الاتفاقات.
وأكّد أنّ اتفاقات التّطبيع المبرمة مع أنظمة الخليج ليست بعيدة عن قرار الكيان السّعوديّ، الذي كانت له إسهامات مبكرة، ومتواصلة، في تسهيل خروج التّطبيع إلى العلن. وقد كان المخطط السّعودي الخبيث يقضي بوصول المسار التّطبيعيّ العلنيّ إلى السّعوديّة بعد إنجاز التّمهيدات المطلوبة، والتي وصلت ذروتها بتوقيع دول عربيّة اتفاقات التّطبيع خلال السّنوات الثّلاث الماضية، وبعد قيام «ابن سلمان» بحملات تخويف وترهيب في الدّاخل، وإغراق البلاد في ثقافة الانحلال والفساد. وقد استأنفَ آل سعود أخيرًا خطوات التّطبيع باستقبال وزراء صهاينة، ما قد يكون البداية لإعلان التّطبيع الرّسميّ والكامل، وهو ما يوجب على العرب والمسلمين إعلاء الصّوت الغاضب لمنع استباحة الحرمين الشّريفين من الصّهاينة، إتمامًا لاحتلالهم القدس الشّريف قبلة المسلمين الأولى، وفق تعبيره.
ولفت المجلس السياسيّ في بيانه إلى أنّ شعب البحرين أثبت قدرته الحازمة على غلقَ الأبوابَ في وجه كلّ المحاولات الخبيثةِ لتمرير التّطبيع داخل الأوساط الشّعبيّة، وفي الفضاء الاجتماعيّ العام، ولم يتردّد المواطنون في الخروج إلى الشّوارع ورفع الهتافات الثّوريّة الرّافضة للتّطبيع، وإدانة الكيان الخليفيّ المطبّع، وإحراق أعلام الصّهاينة والدّوس على صور الخونةِ من حكّام الخليج المجرمين، حيث حرصَ أبناءُ الشّعب على تسجيل هذه المواقف في كلّ المناسبات الدّينيّة، وخلال الاجتماعات العامّة، وفي الجوامع وعلى منابر الصّلاة، مؤكّدين في الوقت نفسه تمسّكهم القويّ بحقّ الشّعب الفلسطينيّ في استعادةِ أرض فلسطين، ومقاومة المشروع الصّهيونيّ، والوقوف الثّابت مع كلّ القوى التحرّريّة المناهضة لهذا المشروع وأدواته في المنطقة.