صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان حول تعليق المعتقلين السياسيّين لإضرابهم عن الطعام «لنا حقّ»، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يحيّي المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الحركة الأسيرةَ في البحرين التي خاضت إضراب «لنا حقّ» على مدى 36 يومًا، وقدّمت خلال ذلك نموذجًا جديدًا في المطالبةِ بالحقوق المشروعة، ومقاومةِ الانتهاكات الممنهجة التي تستشري في سجون الكيان الخليفيّ.
وبعد التّطورات الأخيرة حول الإضراب، وإعلان المعتقلين السّياسيّين تجميده مؤقّتًا بعد الوعود بالنّظر في تنفيذ مطالبهم؛ يودّ المجلس السّياسيّ تسجيل النّقاط الآتية:
1- نتوجّه بالتّقدير والاعتزاز لهذه الحركةِ البطوليّة التي أكّدت قدرتها على انتزاع حقوقها الطّبيعيّة وعدم المساومة عليها قيد أنملة، وقطْع الطّريق على أدواتِ السّلطة المأجورة ومنْعها من اختطافِ هذه الحقوق، كما أظهرت التمسُّك الوثيق بالمبادئ الأساسيّة التي يتمتّع بها أبناءُ الحركة الأسيرة، وعلى رأسها مبدأ العزّة والكرامة، ورفْض الإذعان لسياساتِ الإذلال، وإثبات انتمائها إلى قيم ثورة 14 فبراير.
إنّنا نؤكّد النّجاح المشهود وغير المحدود لمعركة الأمعاء الخاوية، وصمودها وصبرها في مواجهة كلّ الضّغوط والأكاذيب الرّسميّة، ونرى أنّ الآثار المترتبة على ذلك ستبقى قائمة، وسيكون لها نتائجها الكبيرة في المرحلة المقبلة.
2- في الوقت الذي نسجّلُ ثقتنا المطلقة بالمعتقلين السّياسيّين وحكمتهم القديرة في إدارةِ معركتهم داخل السّجون، بما في ذلك قرارهم تجميد الإضراب عن الطّعام حتّى إشعار آخر؛ فإنّنا نضع التّراجع الرّسمي المحدود في إطار الزّيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الخليفيّة (سلمان) للولايات المتّحدة، والتي مهّد لها المسؤولون الخليفيّون بإجراء لقاءاتٍ مع مسؤولين في الإدارة الأمريكيّة وأعضاء في الكونغرس، وهو ما يُضفي الطابع التّكتيكي على خطّةِ حكومة الكيان في تحقيق مطالب المعتقلين، والرّغبة في امتصاص مفاعيل الإضراب وتداعياته، وتطويق حركة التّضامن الشّعبيّ والحقوقيّ الواسعة، وهو ما يتأكّد مع اختيار الكيان لمؤسّسةٍ عديمة المصداقيّة لتنفيذ الأجندة الحكوميّة (المؤسّسة الوطنيّة لحقوق الإنسان) للإعلان عن تعليق الإضراب والبدء المزعوم في تنفيذ بعض المطالبِ والنّظر في بعضها، في حين امتنعت الأجهزة المتورّطة في انتهاكات السّجون عن الإدلاء بأيّ تصريحات معلنة بهذا الخصوص، وهو إجراء يُعزّز من أجواء الشّكوك ونكث العهود، وهو العادة التي باتت راسخة في عقليّة الكيان وسلوكه المعادي للشّعب وحقوقه.
3- نؤكّد دعوةِ الحركة الأسيرة إلى الاستمرار في الحراك الشّعبيّ والتَّضامن الوطنيّ والحقوقيّ، ومراقبة الوعود الخليفيّة في الاستجابةِ لمطالب المعتقلين ومواكبتها من خلال الأنشطة والبرامج الاحتجاجيّة والثّوريّة.
إنّ استمرار الحراك يستند إلى مجموعة من الأسس والحقائق:
– أوّلًا: عدم الوثوق بنيّات الكيان الخليفيّ، بسبب تاريخ الغدر والنّكث الذي ابتلى به المواطنون منذ احتلال هذه البلاد.
– ثانيًا: إرسال رسائل إلى الحكومةِ الأمريكيّة بأنّها شريكة وداعمة لجرائم هذا الكيان وانتهاكاته، خاصّة بعد الإعلان الأمريكيّ عن اتفاق أمنيّ جديد لرفع مستوى الحماية الممنوحة لآل خليفة.
– ثالثًا: إنّ المطلب الجذريّ للحركةِ الأسيرة هو «الإفراج عن المعتقلين السّياسيّين كافّة»، من دون قيد أو شرط، ومحاكمة المتورّطين في التّعذيب والقتل، وجبْر الضّرر وردّ الاعتبار الوطنيّ لهؤلاء السّجناء الأحرار، وهو مطلبٌ يتلاقى مع ثورة 14 فبراير المستمرّة وأهدافها في إرساءِ العدالة الكاملة، وإنجاز المشروع الوطنيّ التحرّريّ عبر دستور عصريّ ترتضيه الإرادة الشّعبيّة ويستجيبُ لمطالبها وتطلّعاتها.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الأربعاء 13 سبتمبر/ أيلول 2023م