بعد أكثر من 5 أسابيع على شروع أكثر من 800 معتقل سياسيّ في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار «لنا حقّ»، وبعد العديد من المحاولات الحثيثة من النظام الخليفيّ للضغط على المعتقلين لفكّ هذا الإضراب الذي لقي اهتمامًا دوليًّا وحقوقيًّا واسعًا، قرّرت اللجنة المنسّقة للإضراب تعليقه بعد وعود من إدارة السجن بتحقيق المطالب.
وقالت اللجنة في بيان لها يوم الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول 2023 إنّه نظرًا إلى التطوّرات الأخيرة التي جرت بين المعتقلين وإدارة سجن جوّ المركزي، والتي كانت عبارة عن مفاوضات تتعلّق بالمطالب الحقة المطروحة في فعاليّة «لنا حقّ»، حيث أفضت إلى خطة ومسار لتحقيق المطالب، تقرّر على إثرها تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام حتى إشعار آخر، فيما سيبقى الأسرى بانتظار تطبيق الخطة والمسار المتفق عليه.
وشدّدت على أنّ الأسرى سيبقون مترّبصين وجاهزين ومتأهّبين للعودة إذا نكثت إدارة السجن بوعودها، وأن يُقرأ التعليق في نصابه الصحيح على أنّه مبادرة منهم للحلّ لا للتقهقر، وأنّه قوّة لا ضعف ولا تراجع، مؤكّدة أنّ الأيّام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير التعليق أو العودة إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، إذ لا قبول بتجزئة المطالب فهي كما أكّد المعتقلون مرارًا ضروريّة لحدّ الإلحاح.
وأكّدت اللجنة المنسّقة لإضراب «لنا حقّ» أيضًا أنّ تعليق الإضراب لا يعني تعليق الحراك الجماهيري، وبالخصوص في هذه المرحلة التي تتطلّب زخمًا متواصلًا، داعية إلى المشاركة في مسيرة الدراز عصر الجمعة القادمة، ووجّهت الشكر للقوى المعارضة، وعلى رأسها الفقيه القائد آية الله قاسم والرموز القادة الشرفاء، مضيفة: «شكرًا لشعبنا الأبيّ لا سيّما عوائل الأسرى الصابرين وعلماؤنا الأجلّاء ومنبر الجمعة، شكرًا لكلّ حرّ شريف وقف معنا من أحرار العالم وعلى رأسهم سيّد المقاومة السيّد حسن نصر الله».
وكان مئات المعتقلين السياسيّين في سجن جوّ قد دخلوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام تحت شعار «لنا حقّ» منذ يوم الإثنين 7 أغسطس/ آب 2023، وذلك حتى تحقيق مطالبهم ونيل حقوقهم الإنسانيّة، التي تتلخّص بوقف العزل الأمنيّ، وتمديد وقت الزيارة مع توسيع دائرة الأقارب المسموح لهم بها، ورفع الحاجز الزجاجيّ، وتمديد وقت التشمّس، والسماح لهم بالصلاة جماعة في مصلّى السجن، وحقّهم في التعلّم والرعاية الطبيّة.