صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يدين المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الغربي المتخاذل تجاه قضية المعتقلين المضربين عن الطّعام في البحرين، ويضعُ استقبالَ الإدارة الأمريكيّة لرئيس الحكومة الخليفيّة «غير الشرعيّ» في إطار النّفاق العلنيّ الذي تمارسه الحكوماتُ الاستعماريّة في العالم لتحقيق مصالحها الخاصّة.
ويدعو المجلسُ إلى إدانة هذه الزّيارة المرتقبة، وتحميل واشنطن المسؤوليّة المباشرة عن الانتهاكات والجرائم التي يمارسها الكيانُ الخليفيّ بحقّ المعتقلين الأحرار الذين يدخلون الأسبوع السادس في معركة الأمعاء الخاوية من غير استجابةٍ حقيقيّة لمطالبهم العادلة، موقنين في الوقت ذاته بأنّ صمودهم الأسطوريّ وقادة الثّورة المعتقلين لن يضيع سُدى، وستحقّق انتفاضة «لنا حقّ» مطالبها المحقّة رغمًا عن الجبروت الزّائف الذي يغطي به الخليفيّون ذعرهم من الحراك الشّعبي وعزلتهم عمّا يجري من تحوّلاتٍ في المنطقة. وفي هذا السّياق، ننوّه بالتحرُّكِ المتميّز «للناشطةِ مريم الخواجة» بإعلانها العودة إلى البحرين دعمًا لوالدها الرّمز الحقوقيّ «المعتقل عبد الهادي الخواجة» وبقيّة الرّموز والمعتقلين المضربين، وندعو إلى تكثيف العمل التَّضامنيّ والاحتجاجيّ داخل البلاد وخارجها بالتّزامن مع هذه الخطوة الشّجاعة.
ونتوقّف في المجلس السّياسي في هذا الموقف الأسبوعيّ عند العناوين الآتية:
1- نعدّ حملات الاعتقال والاستهداف المتجدّد لعوائل الشّهداء والمعتقلين التي تشنّها أجهزة الكيان الخليفيّ تعبيرًا عن العجز الكامل في مواجهة انتفاضة «لنا حقّ»، ونتاجًا لإفلاس السّياسات الأمنيّة وخيبة محاولات التّضليل والتّدليس الرسميّة. وليست زيارة رئيس الحكومة لواشنطن إلّا هروبًا من الفشل الخليفيّ في هذه المعركة، وبحثًا عن دعم أجنبيّ إضافيّ للخروج من المستنقع الذي يغرق فيه الخليفيّون يومًا بعد آخر. إنّ المعارضة والحراك الشّعبي معنيّان بتعميق هذا العجز الخليفيّ والتّأسيس على نفاذ الخيارات الأمنيّة عبر توسيع نطاق العمل الثّوريّ والسّياسيّ المعارض، ونرى أنّ هذا المسعى هو جزء لا يتجزأ من أهداف التَّضامن مع المعتقلين المضربين.
2-نتوجّه بالشّكر إلى الأصوات والمواقف الحرّة التي أدانت زيارة وزير خارجيّة الكيان الصّهيوني المؤقت للبحرين، وافتتاح وكر «سفارة» الاحتلال والتجسّس في العاصمة المنامة، ونأمل أن تتّسع رقعة التصدّي للخطوات الخيانيّة، ولا سيّما في ظلّ الزيارات الصّهيونيّة الأخيرة للبحرين والإمارات والسّعوديّة، ما يدعو إلى تصعيد الضّغوط والمواقف الشعبيّة لإجبار هذه الأنظمة على قطع علاقاتها التطبّيعيّة مع الكيان الغاصب، وإغلاق سفارات العدوّ في بلداننا، والتي نرى أنّها مستوطنات صهيونيّة معادية يحقّ للشّعوب مقاومتها بكلّ الطرق المشروعة.
3- في هذا السّياق، ثبّت استقبالُ رئيس الحكومة الخليفيّة لوزير الخارجيّة الصهيونيّ الحقيقة المؤكّدة بشأن خيانة الكيان الخليفيّ – بكلّ رؤوسه وأركانه – للشّعب وقيمه الأصيلة، كما عكسَ هوسَ هذا الرّجل المتصهين بالوصول السّريع إلى كرسي الحكم وسط التجاذبات الإقليميّة التي تتقاذفُ بالكيان الخليفيّ، وفي ظلّ كثرة اللّصوص الذين يتصارعون داخله على سرقة ثروات الشّعب، ويزيد على ذلك أنّ زيارة «سلمان» لواشنطن في هذا الوقت هي خطوةٌ متجدّدة لتقديم أوراق اعتماده لدى أسياده الأمريكيّين، ويأتي في إطار مسعاه المتكرّر للحصول على دعم الشّيطان الأكبر بغرض تمكينه من السّيطرة الكاملة على عرش الكيان في مقابل المافيات الأخرى من إخوته الذين يتصارعون على مراكز النفوذ في السّلطة ونهْب مقدرات البلاد.
4- تواصل عصاباتُ الكيان الخليفيّ إغراقَ البلد في المشاكل الاقتصاديّة، وفي حرمان المواطنين من حقّهم في العيش الكريم، حيث تسبّبت سياساتُ الفساد والاستبداد في قطع أرزاق أبناء الشّعب وحرمانهم من الوظائف المناسبة لصالح الأجانب والمستشارين المرتزقة، وكلّ ذلك نتيجة لانعدام الحكم العادل وإمساك البلاد بيد هذه الزّمرة الفاسدة الموالية للمشاريع الخارجيّة وجشعها الإجرامي، فضلًا عن عداوتها البغيضة للشّعب ومحاربة أصحاب الشّهادات والكفاءات والخبرات من أبنائه الأصليّين، وهو ما يلزم بحراك نقابيّ حقيقيّ على غرار ما شهدته المحطّات المضيئة في تاريخ النّضال الوطنيّ، واتحاد مختلف الشّرائح والقوى لمواجهة مخطّطات إفقار الشّعب واستنزاف موارد البلاد وإمكاناته المحدودة.
5- بمناسبة بدء العام الدّراسي الجديد نحثّ أبناءنا الطلبة والطالبات على الجدّ والاجتهاد في التّحصيل العلميّ ونيل أرقى الشّهادات العليا، واعتبار ذلك من المتطلّبات الوطنيّة والدّينيّة لمقارعة سياسة الإفقار والتّجهيل والتيئيس التي يتّبعها الكيان الخليفيّ ضدّ الشّعب وأجياله المقبلة.
كما نؤيّد توجيهات كبار العلماء الذين حثّوا الطلبة على عدم التّخلي عن التّعليم الديّنيّ، وأهمّية الالتحاق بمراكزه التي تزوّدهم بالمعرفة الدّينيّة والأخلاقيّة، وتقوّي تمسّكهم بقيمهم وهويّتهم الأصيلة، مؤكّدين ضرورة التحصُّن الدّينيّ والرّوحيّ لمواجهةِ المشروع الإفساديّ والتّخريبيّ لكيان آل خليفة، والذي يراهن على تفسيخ المجتمع وقطعه عن ثوابته الدّينيّة لضمان ديمومة احتلاله للبلاد وإلحاقها بالهيمنة الغربيّة والصّهيونيّة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الإثنين 11 سبتمبر/ أيلول 2023م