ألقى مدير المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي» كلمة مصوّرة في الليلة الثانية من فعاليّات «معرض شهداء البحرين» في مدينة كربلاء المقدسة، هذا نصّها:
السَّلام عَلَى الحُسَيْن،
وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ،
وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ،
وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين..
السّلامُ على قادةِ الشّهداءِ في محور العزّ والإباء..
السّلامُ على شهداءِ البحرينِ وعلى شهداءِ الإسلامِ في كلّ زمانٍ ومكان..
نعزّي الأمّةَ الإسلاميّةَ جمعاءَ بذكرى أربعين الإمامِ الحسينِ عليه السّلام، ونتوجّه شطرَ الجموعِ المليونيّة التي لبّت نداءَ العزّةِ والشّهادة.. وهي تزحفُ باتّجاه ساحةِ العشقِ الكربلائيّ، لتؤكّد بأنّ شعارَ “هيهات منّا الذّلة” هو شعارٌ محمّديّ حسينيٌّ إسلاميٌّ وجوديٌّ لن يَفنى ويزول، وأنّ السّيرَ على دربِ هذا الشّعارِ هو سيْرٌ وصعودٌ نحو الله تعالى، وفيه ضمانٌ للفوزِ في الدّنيا والآخرة، وعليه المعوَّلُ في الانتصارِ على جبابرةِ الأرضِ ومحاورِ الشّرِّ في العالم..
وفي أجواءِ هذه المناسبةِ العظيمةِ.. وأمام هذا الجمْع المليونيّ الكربلائيّ.. نتوجّه إلى شعبِنا الوفيّ وإلى شعوبِ أمّتنِا العزيزةِ بهذه الكلماتِ المتواضعة:
– أولا: نجدّدُ التّحيّةَ والتّعظيم لشعبِنا المقاومِ في البحرين، هذا الشّعبُ الذي قدّمَ ملحمة جديدةً في مواجهةِ الظّلم والطّغيان، وأبى إلاّ أن يكون في خطّ وخُطى الحسينِ وعلى صراطِ كربلاء.. فما ذلَّ وما تراجعَ، وظلّ ثابتا شامخا على طريقِ الحقّ، صامدا قويّا صبورا.. لا تهزّهُ الفتنُ ولا الأضاليلُ ولا أساطيلُ الغزاة. نحيّى شعبَنا في البحرين الذي ما أنْكَسَ رايةَ الحسين وما بايعَ يزيدا، وما ركعَ وما انحنى إلا لله العزيزِ الجبّار..
– ثانيا: في ذكرى أربعينِ الإمام الحسين عليه السّلام؛ نتقدّمُ بالتّعزيةِ الخاصّةِ إلى الأحرارِ المغيّبين في أقبيةِ آلِ خليفة في البحرين.. نعزّي السّجناءَ الأبطالَ الذين يخوضون إضرابَ الحقِّ والكرامةِ منذ قرابة الشّهر.. الأبطالِ الذين نجحوا نجاحا كبيرا ونوعيّا، ووجّهوا ضربةً موجعةً لمخططِ آل خليفة للتّلاعب في ملفِ السّجناءِ وتحويله إلى أداةٍ للمساومةِ والضّغطِ على الأهالي. لقد جاءت انتفاضةُ “لنا حق” لتحرقَ أوراقَ الخليفيين وداعميهم من الأمريكيين والبريطانيين.. وها هم السّجناءُ الأحرارُ يقودون الحراكَ الشّعبي من داخل الزّنازن، ويفضحون مؤسسّاتِ النّظامِ أمام العالم، ويُعيدون إلى ساحاتِ الثّورة حيويّتها وعنفوانها. إننا نسجّلُ لانتفاضةِ “لنا حق” داخل السجونِ وخارجها؛ بأنّها أضحت نموذجا يُحتذى من كلّ أحرارِ العالم ومن الحركاتِ الأسيرة، وندعو إلى المزيدِ والجديدِ في التّضامن والنّصرةِ مع السّجناءِ الأحرارِ وإلى أنْ تتحقّقَ مطالبُهم العادلةُ، كاملةً غيرَ منقوصة.
– ثالثا: إنّ الحركة الأسيرةَ في البحرين هي جزءٌ لا يتجزأ من ثورةِ 14 فبراير، وإنّ مطلبَها الأساسيَّ هو ما أكّدت عليه الثّورةُ وحتّى اليوم. فلن تهدأ السّجونُ، ولن تتراجعَ السّاحاتُ ولن تسكتَ الأصواتُ والأكتافُ.. إلا بعد أنْ ينالَ شعبُنا حقّه الكاملَ في بناءِ نظامٍ سياسيّ عادلٍ، يستندُ على دستورٍ شعبيّ يلبّي تطلعات الشّعبِ في الحريّةِ والسّيادةِ والاستقلال. ولا سبيلَ ولا خيار لتحقيقِ هذا الحقّ إلاّ باستمرارِ الثّورةِ والتمسُّكِ بمعادلاتها الذّهبيّةِ والالتزام بالقيادةِ العلمائيّة الممثّلة في آية الله الشّيخ عيسى قاسم، والاحتكامِ إلى الإرادةِ الشّعبيّة، وعدم التّنازل والخضوعِ للرّهاناتِ والمراهناتِ المحليّةِ والإقليميّةِ والدّوليّة الخادعةِ التي يمرّرها حُماةُ الاستبدادِ والفسادِ الخليفيّ. وندعو إلى تلاحمٍ أكثر.. وإلى التحامٍ أكبر.. وإلى لُحْمةٍ وطنيّةٍ جامعةٍ لدفْع الحراكِ الدّستوريّ نحو الأمام، والخروج برؤيةٍ مشتركةٍ تكونُ برنامجا للعملِ الدّؤوب والجاد.
– رابعا: نجدّدُ الموقفَ الثّابتَ لشعبِ البحرينِ في الانتماءِ والانحيازِ إلى محورِ العزّةِ والمقاومة، ونؤكّدُ على المصيرِ الجامعِ بين شعوبِ المنطقةِ الرّافض للمشاريع الاستعماريّةِ والتغلغل الصّهيونيّ واتفاقاتِ التّطبيع والخيانة، ومواصلة الكفاح في مواجهةِ المخططاتِ الإمبرياليّةِ الرّاميةِ لشويه قيمِ وأخلاقِ وثقافةِ شعوبنا، وانتزاع الكرامةِ والشّهامةِ والسّيادةِ منها، ونؤكّد على نصرتِنا وانتصارِنا لحركاتِ وقوى ودول التّحرُّر والمقاومةِ في فلسطين واليمن والعراق وسوريا ولبنان والجزيرة العربيّة.. وهذا عهْدٌ كربلائيّ ثابتٌ لن يسقط ولن يُهزَم.. وإلى أنْ تتحرّرَ أوطانُنا من المستعمرين والمستكبرين والظالمين..
السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ
وَعلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ وَأنَاخَت برَحْلِك،
عَلَيْكًم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ،
وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ أهْلَ البَيتِ،
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته