لم يطفئ القمع الخليفيّ يومًا جذوة ثورة 14 فبراير المجيدة، فهي مستمرّة منذ أكثر من 12 سنة… مستمرّة بدماء الشهداء، وصمود المعتقلين، وصبر الأهالي، وثبات الشعب على مطالبه.
ليس ذلك فقط، بل نجحت الثورة في أن تتمدّد إلى خارج البحرين لتثبت وجودها في تاريخ الثورات العالميّة المتميّزة بأرقى صور التحضّر والرقيّ لشعب امتاز بسلميّة قلّ نظيرها من جهة، وبعنفوان نادر ونفس طويل على الاستمرار من جهة ثانية.
وكما في كلّ عام، تلتحم ثورة البحرين مع منبعها الأوّل «ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)» على طريق المشّاية، حيث يتجدّد العهد معه على المواصلة حتى تحقيق أهدافها التي من بينها مقارعة الظلم أينما وجد ومتى وجد.
ومع انفتاح أبواب العشق بين النجف وكربلاء، وانطلاقة ملايين المحبّين إلى مهبط القلوب المشتاقة التي تشخص ناحية أعظم الثائرين على مدى الدهور تشخص العيون إلى ثوّار اقتدوا بالحسين «عليه السلام» فمنهم من التحق بقافلة شهدائه ومنهم من ينتظر.
وبينما ترفرف رايات شهداء البحرين بين جموع المشّاية، تستوقف الزوّار على جوانب الطرقات وصاياهم الخالدة، وتطالعهم كلمات الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم «حفظه الله»، والقادة رموز الثورة المعتقلين في سجون النظام، ورسائل الأسرى الأبطال الصامدين، ومشاهد حيّة من تاريخ الثورة، ويستمعون من زوّار البحرين إلى قصص كتبت بفصولها قصّة شعب ولد محمّديًّا وعاش علويًّا ومضي من أجل كرامته حسينيًّا.