صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقفه الأسبوعيّ، وهذ نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يجدّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تأكيدَه النّجاح الكبير الذي حقّقته انتفاضة «لنا حق» المستمرّة داخل السّجون الخليفيّة في البحرين وخارجها، حيث مثّلت هذه الانتفاضة نقلة نوعيّة على مستوى الحراكِ الشّعبيّ والثّوريّ في البلاد، وكان انطلاقها من الحركةِ الأسيرة ضربةً موجعة للمخطّط الخليفيّ الرّامي إلى اختطافِ ملفّ السّجناء عبر ما يُسمّى «العقوبات البديلة والسّجون المفتوحة» بما يؤدّي إلى نزْع هذا الملف من أبعاده الحقيقيّة المرتبطة بثورة 14 فبراير المجيدة، وتحويله إلى أداةٍ للمساومةِ على الحقوق والتّخلّي عن أهدافِ الثّورة.
لقد جاءت انتفاضة «لنا حق» لتحرق أوراق الكيان الخليفيّ وداعميه الأمريكيّين والبريطانيّين، وأفشلت مشروعَ الاختطاف والإذعان، وصار السّجناءُ الأحرار هم الذين يقودون الحدثَ، ويُجبرون الكيانَ ومؤسّساته على الاعترافِ بما يجري داخل السّجون، وهي نتيجةٌ مهمّة سيكونُ لها آثارها الاستراتيجيّة على صعيد تصويبِ بوصلةِ الصّراع القائم، وبما يٍثبتُ للقاصي والدّاني أنّ شعبَ البحرين لن يرفع راية العجز والاستسلام أمام غطرسة الكيان الخليفيّ المجرم، وأنّ سنوات القهر والأسر والتّعذيب لن تثني الشّعب عن خيار الثّورة وحتّى تحقيق أهدافها العادلة والمشروعة.
ونسجّل في المجلس السّياسي في هذا الموقف الأسبوعي النّقاط والعناوينَ الآتية:
1- نشيد باستمرار الحركةِ الأسيرة الجهاديّة داخل السّجون الخليفيّة وخارجها، ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ونؤكّد أنّ ثبات المعتقلين الأحرار هو جزءٌ لا يتجزأ من ثباتِ الحراك الشّعبي والثّوري الذي لا يزال يؤكّد حضورَه الحيّ في كلّ السّاحات والميادين، وقد استطاع ثباتُ المعتقلين والشّعب معًا أنْ يضخّ حيويّة سياسيّة ووطنيّة متجدّدة وقابلة للتمدّد والاتّساع، وهو ما يُعزّز نجاح الحركة الأسيرة من جهة، ويُضفي دفعة أخرى في ثورة 14 فبراير من جهةٍ أخرى. إنّنا ندعو إلى المشاركةِ الواسعة في الإضرابِ التّضامنيّ الذي دعا إليه الناشطون في الخارج، وإلى تطوير كلّ أشكال المناصرة مع السّجناء الأحرار، وأن تكون عواصم العالم ومدنه ساحات رديفةً لانتفاضةِ السّجون ولحراك الشّعب في الدّاخل.
2- نعبّر عن تأييدنا وتأكيدنا لهتافاتِ شعبنا الأبيّ وشعاراته التي تُصوَّبُ نحو الطاغية حمد، وتحميله شخصيًّا وكيانه المجرم مسؤوليّة المآسي التي يئنّ منها الوطنُ، وندعو إلى تثبيت هذا الشّعار وعدم التّهاون به، مع التّشديد على الهتاف بحقّ القصاص العادل من حمد وبقيّة الشّرذمة المتورّطة في قتل الشّعب وتدمير البلاد. وفي هذا السّياق، نؤيّد تحريك كلّ الوسائل الممكنة في دعْم الحركة الأسيرة وتحويلها إلى ملفّ وطنيّ جامع، واعتبار ذلك مناسبة لتفعيل الملفّات الأخرى ذات الصّلة بالثّورة، بما في ذلك ملفّ ملاحقة القتلة والمعذّبين قضائيًّا، وملفّ القادة الرّهائن وأوضاعهم الصّحيّة الخطرة، وملفّ العلاج الدّستوري الشّامل.
3- على أعتاب ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)؛ نعزّي الأمّة الإسلاميّة جمعاء بهذه الذّكرى الأليمة، وندعو إلى استلهام الرّوح الكربلائيّة في مواجهةِ الظّلم في العالم، ورفض البيعة للاستكبار العالمي، والعمل على إسقاط عروش الظّالمين والمحتلين. وندعو أبناءَ شعبنا المشاركين في الملحمةِ الحسينيّة التي ستشهدها مدينة كربلاء إلى أنْ يكونوا سفراء للثّورة، وأن يُعرّفوا شعوبَ العالم بأهدافها في بناء وطنٍ حرّ يصونُ كرامة الإنسان، وأن يكشفوا جرائم الكيان الخليفيّ بحقّ الشّعب ووجوده الدّيني، مع إبداء كلّ أشكال التّضامن مع الأسرى المضربين في السّجون.
4- نجدّد التّعبيرَ عن تضامننا المطلق مع الشّعب اليمني المقاوم، ونؤكّد رفض الحصار الجائر والظّالم على هذا الشّعب العزيز، حيث لا تزال قوى الشّر الأمريكيّ- السّعوديّ تتآمر ضدّه، سعيًا منها إلى تحقيق المطامع الاستعماريّة والهيمنة على الشّعوب. وهنا ندعو كلّ شعوب العالم الحرّ إلى إعلاءِ الصّوتِ لفكّ الحصار الإجراميّ المفروض على الشّعبِ اليمنيّ، ومشاطرة اليمنيين حقّهم المشروع في مواجهةِ العدوان الأمريكيّ- السّعوديّ حتّى نيل حقوقهم كافّة.
5- نباركُ للمقاومةِ الفلسطينيّة نجاح أبنائها الأبطالِ في تسديدِ الضّربات في قلبِ العدو الصّهيونيّ، ويحدونا الأمل الكبير بأن تكون العمليّاتِ البطوليّة في كلّ شبر من فلسطين هي بدايةُ نهاية هذا الكيان المؤقّت، كما هي بدايةُ فشل أنظمةِ التّطبيع العميلة – ومن بينها النظام الخليفيّ – في ترويج هذا الكيان الإرهابيّ.
ونحثّ في هذا المجال على الاستمرار في فعاليّةِ حرْق علم الصّهاينة خلال إحياء ذكرى الأربعين وتجديد الموقف الشّعبي الرّافض للتّطبيع، ونوجّه الشّكر إلى القوى الفلسطينيّة والسّجناء الفلسطينيّين الذين عبّروا عن تضامنهم مع المعتقلين المضربين الأحرار في سجون آل خليفة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 28 أغسطس/ آب 2023م