لا يتوانى المجرم «هشام الزيّاني» عن تنفيذ سياسة الانتقام والتشفّي من المعتقلين السياسيّين، ولا سيّما من يصرّون على مواقفهم المحقّة والدفاع عن حقوقهم، وواحد من هؤلاء الأحرار «المعتقل الفدائيّ يوسف أحمد العرادي».
تعرّض العرادي منذ نحو 3 أيّام لحالة إغماء نتيجة مواصلته الإضراب عن الطعام، ونُقل على إثرها إلى العيادة، لكنّه لم يرجع إلى زنزانته، وهو ما دفع رفاقه إلى المطالبة بكشف مصيره، خاصّة أنّه منذ سنوات وهو في واجهة انتقام المدعوّ الزيّاني، وقد عُرف لاحقًا من المعتقل السياسيّ المعزول مع 15 من رفاقه منذ أكثر من عام «حسين مهنا» أنّ يوسف قد نُقل إلى مبناهم، وهو في حالة تعب وإرهاق من الإعياء بسبب الإضراب.
اعتُقل «يوسف العرادي» من ساحة الفداء عندما فضّ النظام الخليفيّ اعتصام الدراز أمام منزل سماحة الشيخ عيسى قاسم بالقوّة، ليبدأ رحلة طويلة من الاستهداف الممنهج من إدارة سجن جوّ، وبخاصّة من مدير السجن «الزيّاني»، حيث كان يوضع في العزل لأشهر مع سجناء جنائيّين أجانب، ويتلقّى أشدّ أنواع التعذيب الجسديّ والنفسيّ، كما يُضيّق عليه في العلاج الطبيّ والمراجعات القانونيّة الاعتياديّة.
في يونيو 2020 نقلت إدارة سجن جوّ عددًا من المعتقلين إلى الانفراديّ، وانقطع الاتصال معهم وذلك على خلفيّة إحيائهم ذكرى استشهاد الإمام الصادق «ع»، ومن بينهم كان يوسف الذي تعرّض لاعتداء وحشيّ بالضرب من الزيّاني الذي كان يستغلّ أيّ حدث في السجن لينتقم منه ويلصق به التهم جزافًا، حيث اتهمه مرّة زورًا بمحاولة هرب فقط ليبرر ضربه بوحشيّة وتقييده بالأصفاد الحديديّة.
هذا ويتعرّض يوسف لمضايقات من إدارة السجن نفسها التي تتربّص به في أقلّ شؤونه اليوميّة الاعتياديّة، فعلى إثر مشاركته بالاحتجاجات التي حصلت عند استشهاد «الشهيد عباس مال الله» نتيجة الإهمال الطبي، لم تكتف إدارة السجن بنقله إلى مبنى العزل بل أذاقه المرتزقة أثناء نقله في الباص صنوفًا من الضرب والشتم، وتلقّى ضربة على رأسه ليترك من دون علاج ومقيّدًا بالأصفاد ليومين.
«يوسف العرادي» واحد من مئات المعتقلين الذين يدفعون ضريبة مطالبتهم بحقّ الشعب في تقرير المصير ليس مرّة بل مرّتين: مرّة في اعتقاله والثانية في استهدافه المتواصل.