شدّد «سماحة العلّامة عبد الله الغريفي» على ضرورة أن يقارب خطاب عاشوراء كلَّ هموم الأوطان والشُّعوب، ولكن ليس مِن أجلِ إنتاج توتُّرات، فخطاب هذا الموسم حريصٌ كلَّ الحرص على أنْ يزرع الأمن والاستقرار، ويؤسِّس للمحبَّة والتَّسامح، ولا يستقر الوطن إلَّا بمقاربة الأزمات.
ولفت سماحته في حديث الجمعة رقم «616» تحت عنوان «قراءةٌ تقويميَّةٌ لمراسيم الإحياء العاشورائيِّ (3)» مساء الخميس 24 أغسطس/ آب 2023 في جامع «الإمام الصادق (ع)» في «منطقة القفول» في العاصمة المنامة، إلى أنّ بعض هذه الهموم التي على خطاب عاشوراء أن يقاربها أزمة البطالة التي تربك أوضاع هذا الوطن، وزحفُ الوافدين مِن كلِّ الجنسيَّات الذي يُعطِّل أعدادًا كبرى مِن مواطنين، وازدحام السُّجون الذي يُؤزِّم المسارات ويحمِّل الدَّولة أعباءً، وشكاوى نُزَّالِ السُّجون كم هي في حاجة إلى معالجةٍ جادَّة، مِن أجلِ الحفاظ على كرامة هذا الوطن، وعِزَّة هذا الشَّعب، وتيَّارات الشُّذوذ والفُسق والفُجُور التي تُشكِّلُ كارثة كبرى على الدِّين والقِيم.
وأوصى السيّد الغريفي بالتحرّر مِن كلِّ هذه الأزمات لكي يبقى الوطن عزيزًا وكريمًا وهانئًا وقويًّا، وهذا ليس عسيرًا متى خلصت النَّيات، وتقاربت الإرادات، فالأزمات تكبر والعلاجات تتعقّد، لأنَّ هناك خللًا في التَّعاطي مع هذه الأزمات، ويجب أنْ يُعالج هذا الخلل، وأنْ تنشط العقول، وأنْ تكون هناك حوارات جادَّة وصادقة، ليس مِن أجلِ أنْ ينتصر فريق على الآخر، وإنَّما مِن أجلِ أنْ تنتهي الأزمات، وتترشَّد المواقف، وتتقارب القناعات، ومن أجلِ بناء الوطن.