في حالة تصعيديّة لإضراب «لنا حقّ»، يرفض عشرات الأسرى المضربين عن الطعام نقلهم إلى العيادة، حتى مع تعرّضهم للإغماء، وذلك ردًا على الإجراءات التعسفيّة التي اتخذتها إدارة السجن عبر نقلهم إلى مبنى العزل بعد العيادة مباشرة.
هذا وأفادت مصادر من السجن بأنّ معتقل الرأي المضرب عن الطعام «يوسف أحمد عبد الله العرادي» تعرّض لحالة إغماء، نقل على إثرها إلى العيادة، ولم يرجع إلى زنزانته، وهو ما دفع رفاقه إلى رفض التعاطي مع عيادة السجن والمطالبة بكشف مصيره.
وقد ذكر «مركز الأخبار» في تقرير سابق أنّ إدارة سجن جوّ المركزي تستمرّ بقيادة الرائد المجرم «هشام الزياني» بتجاهل مطالب المعتقلين والإمعان في التضييق عليهم، بالرغم من سقوط العشرات منهم جرّاء الإعياء والتعب من مواصلة الإضراب لأكثر من 18 يومًا، إذ بدلًا من أن يتلقّوا الرعاية الطبيّة اللازمة إثر سـقوط الكثير منهم نتيجة الإنهاك، يُنقلون إلى العزل الانفرادي مباشرة بعد أن يستفيقوا من إغمائهم وذلك بإشراف شخصيّ من الزياني نفسه.
تجدر الإشارة إلى أنّ مئات المعتقلين السياسيّين في سجن جوّ قد بدأوا إضرابًا عن الطعام تحت شعار «لنا حقّ» يوم الإثنين 7 أغسطس/ آب الجاري، وذلك بسبب تعنّت إدارة السجن في رفض مطالبهم الإنسانيّة ومنعهم من حقوقهم المعترف بها دوليًّا.
وقالوا إنّ من أسباب الإضراب احتجاجهم على القرارات الجائرة، مثل العزل الظالم لعدد من الأسرى وسلبهم الكثير من حقوقهم ومنها حريّة إحياء الشعائر الدينيّة، وأيضًا فترات العزل الطويلة لأسباب تافهة، إضافة إلى البرنامج اليومي الخانق الذي يُبقي الأسرى ثلاثة وعشرين ساعة يوميًّا داخل الزنزانة فيما يتم إخراجهم ساعة واحدة في اليوم يقضون فيها جميع احتياجاتهم من اتصال ونشر الملابس والرياضة والتشمس، وكذلك لا يتم إخراج الأسرى لصلاة الجماعة في مصلى المبنى.
ولفتوا كذلك إلى نظام الزيارات الظالم بحاجزه الزجاجي وتقليص وقتها وعددها، وأيضًا منع الأخوال والأعمام وحتى أبناء الأخ والأخت من الزيارة، وتضييع حقّهم في التعليم والرعاية الصحيّة.
هذا وحاول النظام ثني المعتقلين عن مواصلة الإضراب بعدما لقي تضامنًا شعبيًّا واسعًا، واهتمام الإعلام الغربيّ والمنظّمات الحقوقيّة الدوليّة به، عبر إرسال وفد منه للتفاوض مع المعتقلين حول النقاط التي تناولت الحقوق المطالب بها والتي بسببها شرعوا بالإضراب، مقدّمًا لهم الوعود التي اعتادوها فقابلوها بالرفض والإصرار على حقوقهم التي كفلتها لهم كل الدساتير والأعراف الإنسانيّة، ومواصلة الإضراب حتى نيلها كاملة.