في الوقت الذي يدخل فيه أكثر من 700 معتقل سياسيّ في سجن جوّ المركزي بالبحرين أسبوعهم الثالث من معركة الأمعاء الخاوية منفّذين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام تحت شعار «لنا حقّ» احتجاجًا على الممارسات التعسفيّة بحقّهم؛ من الحبس لمدّة 23 ساعة يوميًّا في الزنازين، إلى العزل الانفراديّ، إلى انعدام أبسط مقوّمات الرعاية الطبيّة الأمر الذي أدّى إلى استشهاد عدد منهم، وغيرها من صنوف الانتهاكات، وبعد أن سقط العشرات منهم جرّاء الإعياء والتعب، تستمرّ إدارة سجن جوّ المركزي بقيادة الرائد المجرم «هشام الزياني» بتجاهل مطالب المعتقلين والإمعان في التضييق عليهم، إذ بدلًا من أن يتلقّوا الرعاية الطبيّة اللازمة إثر سقوط الكثير منهم نتيجة الإنهاك، يُنقلون إلى العزل الانفرادي مباشرة بعد أن يستفيقوا من إغمائهم.
*خطر محدق*
إنّ استمرار المعتقلين في إضرابهم للأسبوع الثالث وسقوط العشرات منهم واستمرار سياسة التجاهل والتضييق تنبّئ بخطر محدق يلوح في الأفق، الأمر الذي حذّر منه سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في وقت سابق إذ قال: «فلتحذر حكومة البحرين أن يخرج السجناء نعوشًا على الأكتاف وجثثًا تمتلئ لها القبور، فلا يبقى للوطن استقرار».
وهذا التحذير يأتي انطلاقًا من رؤية وقراءة شاملة للساحة السياسيّة في البحرين، إذ تصاعد الحراك الشعبيّ في المناطق والبلدات تزامنًا مع انطلاق معركة الأمعاء الخاوية في السجون، فقد امتدت المسيرات الشعبيّة والوقفات والاعتصامات الأهليّة في مختلف المناطق، وتوالت التصريحات من مختلف الشخصيّات السياسيّة والحقوقيّة، الأمر الذي جعل قضيّة إضراب معتقلي جو المركزي قضيّة رأي عام في المنطقة.
*هشام الزياني.. إجرام باسم القانون*
بالكاد حصل انتهاك في سجن جوّ المركزيّ خلال السنوات المنصرمة ولم يرتبط مباشرة باسم مدير سجن جوّ المركزي الرائد المجرم «هشام الزياني»، فالمجرم المذكور، إلى جانب إشرافه شخصيًّا في الوقت الحالي على نقل المغمى عليهم من العيادة الطبيّة إلى مبنى العزل الانفرادي مباشرة، كان المجرم والمسؤول الأوّل عن عدّة ممارسات قمعيّة بحقّ المعتقلين السياسيّين منها:
1- تعمّد تطبيق سياسة الإهمال الطبي بحقّ الأسرى، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد عدد منهم في مُدد متقاربة، آخرهم الشهيد محمد العالي (23 يوليو/ تموز 2023).
2- العزل الانفرادي كسياسة لتكميم الأفواه جرّاء أيّ مطالبة بتحسين الأوضاع في بيئة السجن.
3- المنع من الاتصالات والزيارات العائليّة.
4- المنع من ممارسة الشعائر الدينيّة.
5- تلفيق التهم الجنائيّة والسياسيّة للمعتقلين وفق قانون الإرهاب.
6- الضرب والاعتداءات الجسديّة بعيدًا عن أماكن وجود الكاميرات.
7- توجيه الشتائم والسباب لمعتقدات الطائفة الشيعيّة ورموزها الدينيّة والسياسيّة.
وواحدة من أخطر ممارسات المجرم الزياني في وقت سابق (مارس/ آذار 2021) محاولته اغتيال معتقل الرأي «سماحة الشيخ زهير عاشور» بالتعاون مع بعض السجناء الجنائيّين، من بينهم جنديّ سابق في قوّة دفاع البحرين مجنّس من أصول عربيّة يدعى «ع.ت»، وهو سجين جنائيّ متّهم ومحكوم في قضايا مخدّرات واغتصاب، إذ نقل الزياني سماحته إلى زنزانة «ع.ت» ليهاجم الأخير الشيخ عاشور من الخلف محاولًا «خنقه وكسر رقبته»، وأثارت هذه القضيّة حينها حراكًا واسعًا داخل السجن وخارجه لتنتهي بنقل الشيخ عاشور إلى مبنى الرموز.
*مجرم مطلوب للعدالة*
يدخل هشام الزياني بهذه الممارسات الجائرة والسياسات الممنهجة بحقّ المعتقلين السياسيّين، والتي تسبّبت بإزهاق أرواح عدّة شهداء، قائمة المجرمين المطلوبين للعدالة الذين سيبقى أبناء الشعب البحرانيّ يلاحقونهم بكلّ الطرق المشروعة حتى يسلّموا ليد العدالة والقصاص منهم جرّاء ما اقترفتهم أيديهم القذرة الملطّخة بدماء الشهداء.