يراهن الصهاينة على تشويه الهويّة الوطنيّة والقوميّة للأجيال الناشئة في الداخل المحتلّ، وذلك بفرض سيادتهم على المدارس بمختلف المراحل والتحكم فيها، والأخطر تطبيقهم الإجباري لمنهاج التعليم العبري الذي يتنكر للوجود الفلسطيني من خلال طمس القيم الوطنيّة والقوميّة العربيّة وفرض الرواية اليهوديّة مع حذف المصطلحات التي تمجّد الرواية الفلسطينيّة وتبرزها، واعتماد مصطلح “حرب التحرير والاستقلال” بدل النكبة، وإنكار الجغرافيا العربية بعبرنة المكان بمصطلح “أرض إسرائيل”.
فمنذ اليوم الأول لاحتلال فلسطين قبل أكثر من 75 سنة مضت، مارس الكيان الصهيوني سياسات ممنهجة هادفة إلى تهويد البلاد، عبر عبرنة الأسماء العربية للمدن والبلدات والأحياء السكنية المدارس وتعليق اليافطات باللغة العبرية، وإزالة كلّ اسم عربي لمحوه من الذاكرة، ويبدو ذلك جليًّا في القدس المحتلة. فقد عمد الاحتلال إلى تغيير أسماء نحو 300 شارع في المدينة المقدسة.
فيما أشار الخبير المقدسي “أسامة برهم” إلى أنّ محاولات الاحتلال عبرنة الشواهد في القدس لن تجديه نفعًا، فالفلسطيني يعرف تاريخه، ولا يُسمع ذكر الأسماء العبرية على لسان المقدسيّين في توصيفهم للأماكن، إنما يثبتون الأسماء العربية، علمًا أنّ الاحتلال يتعمد تغيير أسماء الشوارع في القدس إلى أسماء قادة صهاينة أجرموا بحقّ الفلسطينيّين.