وشدّد في موقفه الأسبوعي يوم الإثنين 14 اغسطس/ آب 2023 على أنّ الكفاح الوطنيّ من أجل الاستقلال لا يزال مستمرًّا حتّى اليوم، وذلك بعد إجهاض الاستقلال الحقيقيّ نتيجة إجهاض دستور 73 والتّجربة الدّيمقراطيّة الوليدة آنذاك بعد خروج المستعمر البريطانيّ.
ولفت إلى الاندفاع غير المنقطع للقبيلة الخليفيّة من أجل إعادة البلاد إلى الفلك الاستعماريّ الإمبرياليّ، وإنكارها ذكرى الاستقلال الحقيقيّ، وصولًا إلى تشريع الأبواب أمام الصّهاينة الغزاة.
وأعرب المجلس السّياسي عن رؤيته حول مشروع الاستقلال الذي لم يُنجَز بعد، مشيرًا إلى أنّ كلّ أشكال الاستباحة التي يرتكبها الكيانُ الخليفيّ تستدعي تركيز البُعد التحرُّري وحقّ تقرير المصير في الحراك السّياسي المعارض، جنبًا إلى جنبِ مطلب الحريّة والدّيمقراطيّة والنّضال الدّستوريّ، والخروج بإطارٍ تنسيقيّ متكامل يعكس هذه الرّؤية ويوفّر كلّ السّبل لتحريكها على الأرض، وفي كلّ السّاحات.
وأشاد في هذا الموقف الأسبوعي بنهضةِ الحركة الأسيرة داخل سجون الكيان الخليفيّ، وبخوض المعتقلين معركة الأمعاء الخاوية،على الرغم من القيود والتّهديدات وسياسات التّزييف. كما ثمّن مستوى التّضامن الشّعبيّ والثّوريّ مع مطالب السّجناء الأبطال، داعيًا كلّ الشّرائح المجتمعيّة والجهات الحقوقيّة وقوى المعارضة إلى الاستمرار في دعم انتفاضة السّجناء الأحرار، وتقديم كلّ المساندة لحقّهم في الحريّة الكاملة وغير المشروطة.
وأكّد المجلس السياسي رفضه القاطع لكلّ مشاريع الفساد وترويج ثقافات الشّذوذ والرّذيلة التي ينشرها الكيان الخليفيّ الخبيث داخل البحرين، مححذّر من الأهداف الخفيّة التي يضمرها وراء رعايته هذه المشاريع، وأثرها في تدمير الأجيال الشّابة، وتفكيك الأسرة المؤمنة، وتشويه البناء الاجتماعي والإيماني والثّقافي لشعب البحرين، لافتًا إلى ضرورة بذل الجهود الواسعة من المنابر والهيئات الدّينيّة والتربويّة فهذه المشاريع هي جزء لا ينفصل عن نظام الطّغيان الخليفي، ويرتبط بشكل وثيق بمشروع الانقضاض على هويّة الشّعب الأصيلة، ومخطط إحلال نماذج ثقافيّة مستوردة لتشويه هذه الهويّة والقضاء عليها شكلًا ومضمونًا، وهي مقدّمة للإجراءات الاستيطانيّة التي يمضي فيها الكيان الخليفي بشكل ممنهج وبخبراتٍ استعماريّة وصهيونيّة، وفق تعبيره.
ورأى عودة الأساطيل الأمريكيّ إلى الخليج والمنطقة على أنّها تهديد آخر لأمن الشّعوب وتطلّعاتها في الاستقرار والحريّة، وهو الدّور الأساسي الذي يمثّله الأسطول الأمريكيّ الخامس في البحرين، ودعا إزاء ذلك إلى رفْع منسوب الحذر الشّديد من قوى محور المقاومة وشعوبه، والتأهّب لأيّ تصعيدٍ قادم من محور الشّر الأمريكيّ- الصّهيونيّ.
كما استنكر بشدّة التفجير الإرهابيّ الذي نفّذته الجماعات التكفيريّة التي ترعاها أمريكا والنظام السعوديّ وطال مرقد «السيد أحمد بن موسى الكاظم (ع)» في مدينة شيراز في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة يوم الأحد 13 أغسطس/ آب الجاري، مجدّدًا الخيار الوطني لشعب البحرين في طرد كلّ القواعد الأجنبيّة وأوكار التجسّس والاستعمار الأمريكيّ- الصّهيونيّ، صونًا لحريّةِ الشّعوب وسيادة أوطانها واستقلالها.
وهنّأ المجلس السياسي في ائتلاف 14 فبراير في ختام موقفه المقاومة الإسلاميّة وجمهورها في لبنان بذكرى انتصارها التّاريخي في حرب 2006م، وإفشالها المؤامرة الكبرى التي قادها الأمريكيّون والصّهاينة وآل سعود.