أعرب ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، بمناسبة الذكرى 52 لاستقلال البحرين عن اعتزازه وتقديره للتّاريخ النَضاليّ الطّويل للشعب، مؤكّدًا أنّ الحدثَ التّاريخي المهمّ الذي شهدته البلاد في 14 أغسطس من العام 1971م بإعلان الاستقلال عن الاستعمار البريطانيّ كان استحقاقًا شعبيًّا ووطنيًّا جديرًا بالاحتفاء والإحياء، رغم النّواقص والنّواقض التي ألمّت به ابتداء ولاحقًا.
ورأى في بيان له يوم الإثنين 14 أغسطس/ آب 2023 أنّ هذا الحدثَ تمّ تحت تأثير الحراك الشّعبي المقاوم المتعدّد الأشكال، وليس لأسبابٍ جيوسياسيّة خارجيّة فحسب، وذلك للموقف المتحفّظ الذي أبدته القبيلة الخليفيّة إزاء خروج المستعمرين من البلاد، حيث ألحّ الحاكم السابق (عيسى) في الطّلب من البريطانيّين بالتّراجع عن قرار الانسحاب، وهو الموقف نفسه لابنه الطّاغية (حمد).
وأكّد ائتلاف 14 فبراير أنّ حدثَ الاستقلال جرى في سياقٍ صراع محلّي وإقليميّ ودوليّ معقّد، لكنّ الفعل الاستعماريّ البريطانيّ (والأمريكيّ لاحقًا)؛ كان له تأثيره المباشر في الخليفيّين، وهو ما يفسّر التعثّر المتعمَّد الذي وقعت فيه عمليّة استقلال البحرين، عبر إفشال التّجربة شبه الدّيمقراطيّة وحلّ البرلمان ودستوره التعاقدي.
وشدّد على أنّ ذكرى استقلال البحرين هي عنوانٌ تحفيزيّ من أجل تأكيد الجمع بين مبدئَي السّيادة والاستقلال؛ داعيًا إلى تحويل هذا الشّعار إلى مادّةٍ فعّالة في الحراك المعارض، من خلال الرّبط الحيويّ بين مبدأ السّيادة الوطنيّة وشرطها المتمثّل في وضع دستور شعبيّ حقيقي يوفّر الإرادة الشّعبيّة الكاملة في الحكم وإدارة البلاد من جهة، ومن جهة ثانية مبدأ الاستقلال عن التّدخلات الأجنبيّة «الأمريكيّة، البريطانيّة، الصّهيونيّة، والسّعوديّة» التي تحمي الكيانَ الخليفيّ، وتمنع إنجاز الدّيمقراطيّة الشّعبيّة، وتساعده على ملاحقة القوى الحُرَّة، والإجهاز على مقوّمات العزّة والكرامة.
وقال إنّ الاحتفال بذكرى الاستقلال يهدف إلى إظهار المفاصلة بين الشّعب والكيان الخليفيّ، وهي مفاصلة تأسّست في مراحل مختلفة، وبينها مرحلة الاستقلال التي أظهر فيها الطّرفان تصادمًا في الرؤية والموقف، فهناك الإرادة الوطنيّة للشّعب، ومشروعه في العدالة والسّيادة، وتقابله إرادة القبيلة الخليفيّة في البغي والاحتلال، ومشروعها في سلْب هويّة الشّعب، مؤكّدًا أنّ إنكار الكيان الخليفيّ لذكرى الاستقلال يثبت عدم انتمائه لهذه الأرض وهويّتها الأصيلة، وأنّ تغييب تاريخ الاستقلال هو جزء من مشروع هذا الكيان في محو تاريخ البلاد واستبداله بتاريخ مزوّر، لافتًا إلى أهميّة إثارة ملفّ الإبادة الثّقافيّة التي يتعرّض لها شعب البحرين، والتي تتبلور كلّ يوم مع إعلان البرامج المعنيّة بتخطيط المدن، وإدارة السّكان، وتوزيع الأرض، وغيرها.
وأوضح ائتلاف 14 فبراير أنّ رؤيته تدعو إلى تطوير نطاق إحياء ذكرى الاستقلال، بما في ذلك الاستفادة من قرار مجلس الأمن بخصوص إعلان استقلال البحرين (القرار رقم 278 –1970) الذي أكّد إرادة أبناء شعب البحرين في «الاعتراف بهويّتهم في ظلّ دولةٍ مستقلّة، وسيادة كاملة وحُرَّة»، واعتبار إجهاض تجربة البرلمان ودستور 1973 العقدي بمثابة سلْبٍ لتلك الإرادة التي أقرّتها الأمم المتّحدة للشّعب، وهو ما ينسحب على كلّ الإجراءات الخليفيّة التي تتعارضُ مع ما ورد في نصّ قرار الاستقلال، مؤكّدًا تمسّكه بمواد الإعلان الدستوريّ الذي صدر في العام 2022 م، وبضرورة البحث في ملفّ ارتكاب الخليفيّين وداعميهم – منذ العام 1975 حتّى اليوم – جريمة نقْض قرار الأمم المتّحدة، والبحث في السُّبل الممكنة لتحريكِ هذا الملفّ على المستوى الدّبلوماسيّ والقضائيّ الدّوليّ، وعلى أوسع نطاقٍ من الحراك السّياسيّ المعارض.