صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الحقّ الثّابت لشعبِ البحرين في نيْل الحريّةِ والعدالة والسّيادة الكاملة، وينوّه إلى أنّ ذكرى استقلال البحرين في 14 أغسطس 1971 هي محطّة مهمّة للتّذكير بالهدفِ الأساسيّ للنّضال الشّعبي العريق والمتمثّل في إقامة نظام دستوريّ حقيقيّ، وهو ما يعني أنّ الكفاح الوطنيّ من أجل الاستقلال لا يزال مستمرًّا حتّى اليوم، وذلك بعد إجهاض الاستقلال الحقيقيّ نتيجة إجهاض دستور 73 والتّجربة الدّيمقراطيّة الوليدة آنذاك بعد خروج المستعمر البريطانيّ، وقد تأكّد ذلك في ظلّ الاندفاع غير المنقطع للقبيلة الخليفيّة من أجل إعادة البلاد إلى الفلك الاستعماريّ الإمبرياليّ، وإنكارها ذكرى الاستقلال الحقيقيّ، وصولًا إلى تشريع الأبواب أمام الصّهاينة الغزاة.
إنّ رؤية المجلس السّياسي تشدّد على أنّ مشروع الاستقلال لم يُنجَز بعد، وأنّ كلّ أشكال الاستباحة التي يرتكبها الكيانُ الخليفيّ تستدعي تركيز البُعد التحرُّري وحقّ تقرير المصير في الحراك السّياسي المعارض، جنبًا إلى جنبِ مطلب الحريّة والدّيمقراطيّة والنّضال الدّستوريّ، والخروج بإطارٍ تنسيقيّ متكامل يعكس هذه الرّؤية ويوفّر كلّ السّبل لتحريكها على الأرض، وفي كلّ السّاحات.
وأمام الأحداث والتّطوّرات الأخيرة؛ يسجّل المجلسُ السّياسي في هذا الموقف الأسبوعيّ النّقاط الآتية:
1- نُشيد بنهضةِ الحركة الأسيرة داخل سجون الكيان الخليفيّ، ونعبّر عن الفخر والاعتزاز بالثّبات والعنفوان الكبير الذي يسجّله الأحرار المعتقلون وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، وننوّه بالوعي والبصيرة العاليةِ التي أبدتها الحركة الأسيرة في هذه المعركة الشّريفة، على الرغم من القيود والتّهديدات وسياسات التّزييف. كما نُثمّن مستوى التّضامن الشّعبيّ والثّوريّ مع مطالب السّجناء الأبطال، داعين كلّ الشّرائح المجتمعيّة والجهات الحقوقيّة وقوى المعارضة إلى الاستمرار في دعم انتفاضة السّجناء الأحرار، وتقديم كلّ المساندة لحقّهم في الحريّة الكاملة وغير المشروطة، مع تأكيد أنّ حراكهم داخل السّجون هو عنوانٌ ساطع على استمرار ثورة 14 فبراير المجيدة، فهم تيجانها ووقودها الذي لا ينفذ، وبهم وبتضحياتِ عوائلهم الصّابرة يزرعون الأملَ في النّصر المؤزّر إنْ شاء الله تعالى.
2- نؤكّد رفضنا القاطع لكلّ مشاريع الفساد وترويج ثقافات الشّذوذ والرّذيلة التي ينشرها الكيان الخليفيّ الخبيث داخل البحرين، ونحذّر من الأهداف الخفيّة التي يضمرها وراء رعايته هذه المشاريع، وأثرها في تدمير الأجيال الشّابة، وتفكيك الأسرة المؤمنة، وتشويه البناء الاجتماعي والإيماني والثّقافي لشعب البحرين، وهو ما يستدعي بذل الجهود الواسعة من المنابر والهيئات الدّينيّة والتربويّة. إنّ هذه المشاريع هي جزء لا ينفصل عن نظام الطّغيان الخليفي، ويرتبط بشكل وثيق بمشروع الانقضاض على هويّة الشّعب الأصيلة، ومخطط إحلال نماذج ثقافيّة مستوردة لتشويه هذه الهويّة والقضاء عليها شكلًا ومضمونًا، وهي مقدّمة للإجراءات الاستيطانيّة التي يمضي فيها الكيان الخليفي بشكل ممنهج وبخبراتٍ استعماريّة وصهيونيّة.
3- ننظر في المجلس السّياسي إلى عودة أساطيل الشّيطان الأمريكي الأكبر إلى الخليج والمنطقة على أنّها تهديد آخر لأمن الشّعوب وتطلّعاتها في الاستقرار والحريّة، وهو الدّور الأساسي الذي يمثّله الأسطول الأمريكيّ الخامس في البحرين، والذي يتولّي إدارة نشر الخراب والفتن في المنطقة والعالم، وبالتواطؤ مع الأنظمة العميلة في الخليج. وندعو إزاء ذلك إلى رفْع منسوب الحذر الشّديد من قوى محور المقاومة وشعوبه، والتأهّب لأيّ تصعيدٍ قادم من محور الشّر الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وهنا نستنكر بشدّة التفجير الإرهابيّ الذي نفّذته الجماعات التكفيريّة التي ترعاها أمريكا والنظام السعوديّ وطال مرقد «السيد أحمد بن موسى الكاظم (ع)» في مدينة شيراز في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة يوم الأحد 13 أغسطس/ آب الجاري.
كما نجدّد الخيار الوطني لشعب البحرين في طرد كلّ القواعد الأجنبيّة وأوكار التجسّس والاستعمار الأمريكيّ- الصّهيونيّ، صونًا لحريّةِ الشّعوب وسيادة أوطانها واستقلالها.
4- نهنئ المقاومة الإسلاميّة وجمهورها في لبنان بذكرى انتصارها التّاريخي في حرب 2006م، وإفشالها المؤامرة الكبرى التي قادها الأمريكيّون والصّهاينة وآل سعود، ونرى أنّ هذه المقاومة الشّريفة باتت – بحقّ – أنموذجًا عالميًّا في الدّفاع عن الحقّ والمقدّسات، وفي نصرة المُستضعفين، وقدّمت عبر تاريخها النيّر ما يُثبت أنّها في مستوى الأمل الكبير بتحرير القدس الشّريف، وإزالة الكيان المؤقت، والدّفاع عن كرامة الشّعوب وسيادة الأوطان، من دون تمييز مذهبيّ أو طائفيّ. وندعو كلّ الشّعوب إلى أنْ تعبّر عن وفائها وشكرها لهذه المقاومة وتضحياتها وجهادها الكبير.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 14 أغسطس/ آب 2023م
