صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعي، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نعبّر في المجلس السّياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن تضامننا المطلق مع السّجناء السّياسيين في سجن جوّ المركزي، ونؤكّد أحقيّة مطالبِ «الحركة الأسيرة» في البحرين التي تخوضُ إضرابًا مفتوحًا عن الطعام تحت شعار «لنا حقّ».
وندعو أبناءَ شعبنا العزيز إلى الاستجابة لنداءِ السّجناء الأحرار للوقوف مع هذه الحركة إعلاميًّا وميدانيًّا حتى انتزاع مطالبهم المحقّة، بما في ذلك الإفراج عنهم من دون قيدٍ أو شرط، ومحاسبة كلّ المسؤولين عن الانتهاكات بحقّهم. وفي السّياق نفسه، نستنكر استمرار أجهزة القمع لدى الكيان الخليفيّ في استهدافِ عوائل الشّهداء والناشطين وملاحقتهم بالاستدعاءات والاعتقالات التّرهيبيّة، ونؤكّد أنّ هذه الهجمة الإرهابيّة للكيان إنّما تنمّ عن هزيمته وعجْزه عن إركاع هذا الشّعب الأبيّ.
ويتوقف المجلسُ السّياسي في هذا الموقف الأسبوعيّ عند القضايا والعناوين الآتية:
1- نجدّد التّحذيرَ من المشروع الخليفيّ الإجرامي ضدّ تركيبة شعب البحرين الأصيلة، وننظر بعين الرّيبة إلى ما أعلنه الخليفيّون أخيرًا بشأن تعداد السّكان الذي تجاوز المليون ونصف المليون نسمة، ونعدّ ذلك مؤشّرا على مضي هذا الكيان غير الشّرعي في إغراق البلاد بالمجنّسين والمرتزقة والصّهاينة، بما يهدّد الوجودَ الديموغرافي والهويّة الثقافيّة للمواطنين الأصليّين، وهو العنوانُ الذي تتمحور حوله السّياسات الخليفيّة التي ترمي لإحداث تغيير شاملٍ في بنية المجتمع البحرانيّ والعبث الخطير في أرضه وهويّته وقيمه، وذلك عبر الاستفادة من خبرة قوى الاستعمار وتجربة الكيان الصّهيونيّ في اقتلاع الجذور وتطبيق نظام «الأبارتهايد» الزّاحف.
2- استطاع شعبُ البحرين في موسم عاشوراء تثبيت الهويّة الأصيلة لهذه الذّكرى في مواجهةِ الظّلم والاستبداد، من خلال إعلاء الشّعارات الثّوريّة، والدّفاع عن القرآن الكريم، ورفض التّطبيع مع الكيان الغاصب، وهو ما أسهمَ على نطاق واسع في إحباط مخطّط الكيان الصّهيوني في اختراق موسم عاشوراء واختطاف مبادئه الحقيقيّة. وندعو هنا إلى الاستمرار في الحضور الكربلائي مع الأجواء التّحضيريّة لذكرى أربعين الإمام الحسين «ع»، وأن يتوسّع مستوى الدّفاع عن هويّة أهل البحرين الأصيلة عبر تنويع الوسائل الكاشفة عن عاشوراء البحرين وتوسيعها باعتبارها نموذجًا للمجتمع الحسينيّ البصير والمقاوم، ورسالةً للنّظام وأعوانه بأنّ بحرين «صعصعة بن صوحان العبدي» هي أمضى وأقوى من سياستهم اليزيديّة وخططهم في القمع والتّحريف.
3- مع اقتراب ذكرى استقلال البحرين «15 أغسطس» ندين الحراك التّطبيعيّ المتواصل للكيان الخليفيّ عبر فتح المزيد من الأبواب لانخراط الصّهاينةِ في قطاعاتِ الاستخبارات والأمن والتّجارة والسّياحة والمجال الطّبي وغير ذلك. ونرى أنّ التحاق الخليفيّين بالكيان الصّهيونيّ وتفريطهم في السّيادة والاستقلال هما نتيجة للدّور الوظيفيّ الوضيع الذي تمتهنه الشرذمة الخليفيّة في البحرين، وبإدارةٍ أمريكيّة وسعوديّة مشتركة، في مقابل توفير الحماية الخارجيّة لاستمرار بقاء هذه الشرذمة في السّلطة. إنّ إمعان النّظام في معاكسة الإرادة الشّعبيّة الرّافضة للتّطبيع، والاستخفاف بالمواقف الوطنيّة سيكون له أثره العكسيّ وبما هو خارج حسبان الطّغاة والمحتلّين، فلن يقف شعبنا العزيز مكتوف الأيديّ أمام جبهة الشّر الأمريكيّة- الصّهيونيّة التي يُراد لها أن تتمدّدَ في أرض البحرين والجزيرة العربيّة، وسوف يتلاقى شعبنا مع بقيّة شعوب محور المقاومة على جبهةٍ مشتركة لإسقاط راية الاحتلال وإخراج الصّهاينة والغزاة وإفشال مؤامراتهم واحدة تلو الأخرى.
4- نستهجن التحاقَ الكيان الخليفيّ بمخططاتِ الأعداء في إشعال الفتنِ والاضطرابات داخل الدّول والمجتمعات الأخرى، وآخرها الجري خلف السّياسات السّعوديّة الخبيثة تجاه لبنان عبر إصدار دعوة جديدةٍ مشبوهة للبحرانيّين إلى مغادرة الأراضي اللّبنانيّة وعدم السّفر لهناك. وفي حين، جاء ذلك بعد أشهر قليلة من إعلان الكيان الخليفي استئناف العلاقات الدّبلوماسيّة مع لبنان فإنّ هذا الكيان يُثبت كلّ مرّة استهتاره بالسّيادة الوطنيّة وعدم مراعاة مصالح الوطن والمواطنين، مراعيًا بدلًا من ذلك خدمة أجندة الكيان السّعوديّ المجرم في الانتقام من المقاومةِ الشّريفة وتدمير المجتمعات الحاضنة لها، وبما يتقاطع مع أهداف الصّهاينة والأمريكيّين. إننّا ندعو إلى استنكار شعبيّ لهذا التّموضع الخليفيّ، وعدّه انتهاكًا لسيادةِ الوطن، وإضرارًا بمصالح المواطنين، ومشاركة مستهجنة في معاداة الشّعوبِ الشّقيقة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 7 أغسطس/ آب 2023م