لم ينجح النظام الخليفيّ هذا العام، كما في كلّ عام، في «اختطاف موسم عاشوراء» على الرغم من اعتداءاته التي كان ينفّذها ليلًا تحت جنح الظلام، بينما تصدح أكاذيبه نهارًا بسعيه إلى إنجاح الموسم ضمن «إجراءات» تتّخذها أجهزته نفسها التي تشرف على هذه الاعتداءات.
فبلدات المرخ وعالي وإسكانها، ومدينة الزهراء، والغريفة، وسار، وكرّانة، وأبو صيبع والشاخورة وباربار وسلماباد وغيرها من البلدات شاهدة على زيف هذه الادّعاءات، فراياتها السود ويافطاتها الحسينيّة قد أزيلت، إضافة إلى الجوّ البوليسيّ الذي أحاط بالمآتم في كلّ البلدات لمراقبة المعزّين وترصّدهم.
كلّ هذا لم يمنع شعب البحرين الحسينيّ من إحياء موسم عاشوراء كما اعتاد طيلة مئات السنين، والحضور الكثيف في مجالس العزاء ومواكب المنامة خير دليل على ذلك، بل خير دليل على إصرار الشعب البحرانيّ على الوقوف بوجه الحرب الشعواء التي يشنّها النظام الخليفيّ على شعائره المكفولة دستوريًّا ودينيًّا، لتكون ليلة العاشر في العاصمة المنامة، وحضور أبناء البحرين الكثيف للمشاركة في الصلاة المركزيّة فيها مرحلة مفصليّة في هذا الشهر، حيث ضجّت المنامة بهتافات العزّة والكرامة، وأمّ الصلاة «سماحة العلّامة الشيخ محمود العالي» الذي ألقى خطاب عاشوراء، لينطلق بعدها موكب كبار علماء البحرين المهيب ويسحق العلم الصهيونيّ تأكيدًا لرفض التطبيع مطلقًا مع الكيان المؤقّت.
ظهر العاشر، وعلى الرغم من درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق، خرجت «مسيرة التلبية العاشورائيّة» في بلدة النويدرات وجزيرة سترة بهتاف «لبيك يا حسين»، ورفع المشاركون الرايات العاشورائيّة، وأكّدوا الوقوف دومًا ضمن محور الحقّ في مواجهة الظلم، وكان للحرائر حضورهنّ في هذه المسيرات، وديس العلمان الصهيونيّ والسويديّ.
ولم يغب شهداء البحرين ومعتقلوها عن الإحياء طيلة هذه الأيّام والليالي، فقد زيّنت صورهم العديد من البلدات تأكيدًا للسير على نهجهم حتى تقرير المصير.
وتقدّم ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتعازي والمواساة للأمّة الإسلاميّة بمصاب الإمام الحسين وأهل بيته «عليهم السلام».