صدر عن سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم بيان بمناسبة عاشوراء، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحیم
عشرة محرم من كل عام عندنا لأرقى أنواع البكاء، وأوعى ألوان الحداد.
إنّه البكاء والحداد الهادف الرساليّ المنطلق من معرفة وحب الله ورسوله ودينه الحق، وقيادة الإسلام المعصومة، ومن واجب الدعوة للتمحور حول الإسلام، والالتفاف بقيادته، والاستظلال برايته.
هي عشرة حتى لا تنسى الأمّة جريمة القتل للإمام الحسين العظيم والصفوة المؤمنة التي بذلت مهجها الطيبة الكريمة فداء لوجوده الشريف الذائد عن الدين والأمّة والحافظ لهما، ولا ننسى جريمة الموقف الغبي، والجبان الغارق في حب الدنيا، المأسور لتفاهاتها، المناصر للقيادة الشيطانيّة، على يد يزيد المحارب للقيادة الإلهيّة على يد الإمام الحسين، ولا تسكت على جريمة التربية الخائنة التي أوقعت الأمّة في هذا المرتكس العميق.
عشرة محرم لعودة الإمامة الإلهيّة نوعاً لممارسة دور الحاكميّة الإسلاميّة التي لا تتم أهداف الرسالة الإلهيّة وغاية الحياة الإنسانية إلا بها.
عشرة محرم وفي كل عام لسقي شجرة الإصلاح بمعناه الشامل المكتسح لكل جهل وظلم وكل طاغوتيّة وطبقيّة باغية، وإسقاط كل باطل، وإشادة كل حق، وإحياء كل عدل، وهو إصلاح لا يقف بالمجتمع الإنساني عند حد من الكمال يمكن للإنسانيّة أن تتجاوزه.
وهذا الإصلاح هو ما خرج من أجله الإمام عليه السلام وضحّى من أجله بأمر الله وعلى طريق رضاه، وهو ما تعنيه هذه الكلمة ذات المدى البعيد المديد.
وهدف الجهاد الذي مارسه الإمام الحسين عليه السلام والإصلاح الذي خرج من أجله؛ وهو دليل حركة الإحياء كلّها لعاشور والمحدد لما يجوز من أهداف تفصيليّة وما لا يجوز، وما يصح من أسلوب وما لا يجوز.
عشرة محرم لتوبة كل مقصّر في حق أهل البيت عليهم السلام من أبناء الأمّة، متخلِّف عن نصرتهم، متأخر عن متابعتهم، راضٍ بما فيه إغضابهم، يهمل للإعداد ليوم دولتهم. هي أيام لتجديد الولاء والبيعة لهم بيعة صادقة جادّة دائمة لا خيانة فيها، بيعة قائمة على عقيدة إيمانيّة واعية راسخة متجذرة لا وهن فيها.
عيسى أحمد قاسم
٢٤ يوليو ٢٠٢٣م