قال رئيس مجلس الشورى لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ تعظيم شعائر الله «عزّ وجلّ» من القواعد الكلّية القرآنيّة، وتعظيم ما هو مضاف إليه تعظيم له وقرب منه ومظهر من المظاهر الإسلاميّة الموجبة للارتباط بين الإنسان وبينه سبحانه وتعالى.
وأوضح في الرسالة العاشورائيّة للعام 1445هـ، يوم الثلاثاء 18 يوليو/ تموز 2023 أنّ من مصاديق هذه القاعدة تعظيمُ الإمام الحسين «ع»، وإحياءُ ذكراه إحياءً يستوعب شخصيّته ونهضته بأبعادها وأهدافها وغاياتها، ويبرز مظلوميّته ويجسّد سلامة الدين والعقيدة، وسلامة الأفكار، لافتًا إلى أنّ الحسين ضحّى بنفسه وأولاده وجميع من معه من أجل استقامة الدين، وسلامة العقيدة، وصون الأفكار من الانحراف والفساد.
وشدّد رئيس مجلس الشورى على أنّ نهج الإمام الحسين «ع» هو نهج الإباء والشهادة، والعدالة والحقّ، ورفض الظلم والطغيان، وهو نهج الالتزام بحدود الله وموازين الشريعة في كلّ شؤون الحياة، داعيًا إلى الحفاظ على هذا النهج من سياسات التشويه والتحريف والتضليل بأسلوب الدليل والبرهان، وبما هو ثابت حقًّا عن النبيّ «ص» وأهل بيته «ع».
وأكّد أن ثقافة شعب البحرين وهويّته محمديّة وعلويّة وحسينيّة، وثقافته ثقافة القرآن الذي يجب مواجهة الاعتداء عليه وعلى المقدّسات بما يحفظ عظمته وقدسيّته، وذلك في كلّ شأن من شؤون الحياة، ولا يمكن التخلّي عنها أو التأثّر بما يروّجه المتخبّطون البعيدون كلّ البعد عن الثقافة الإسلاميّة الأصيلة أو ينتهجها المطبّعون أعداء الدين وأعداء شريعة سيّد المرسلين «ص».
وأضاف أنّ هذه الثقافة الإسلاميّة تفرض مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ لخطورته على المجتمع، ووطنيّة شعب البحرين توجب نبذ أي علاقة مع الصهاينة، وخطاب الجمعة خطاب مقاوم يرفض التطبيع ويستنكر التعامل مع الكيان الصهيونيّ الغاصب، ويواجه المخطّطات الأمريكيّة والصهيونيّة التي تريد أن يتّجه المجتمع إلى الانحدار الأخلاقي والثقافي لتهيمن عليه وعلى أرضه ومقدراته، داعيًا إلى الحضور الدائم والمواظبة المستمرّة على صلاة الجمعة، ومؤكّدًا أنّه لا يحقّ للنظام لا شرعًا ولا حقوقيًا أن يمنع المؤمنين من الحضور أو يقلّل من الحضور لأداء الصلاة؛ فإنّ في ذلك مخالفة واضحة للحقوق الثابتة في دساتير الدول.
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أنّ النظام الأمويّ أراد تقويض الهويّة الإسلاميّة واستبدالها بهويّات تتصارع على السلطة والهيمنة، وهذا من أهمّ الأمور تأثيرًا في الهويّة والثقافة الإسلاميّة، إنّها الهويّة القبليّة والتعنّت والظلم، والثقافة الاستبداديّة والحكومات الدكتاتوريّة، والتحجّر، والمساس بالمرأة والاعتداء عليها وعلى عفّتها وحجابها، فكانت ثورة الإمام «ع» لتمنع الفساد في الهويّة والثقافة الإسلاميّة والانتماء إلى الدين، وكان للنساء ضمن البرنامج التخطيطيّ لقائد الثورة دور مؤثر ومصيريّ في مواجهة كلّ أنواع الانحراف والتضليل، وهوما جسّدته السيّدة زينب «ع».
وقال إنّ سيرة أبي عبد الله الحسين «ع» وكلماته وشعاراته من حين خروجه حتى استشهاده لا تختلف مع شعارات باقي الأئمّة «ع» ولا تتناقض معها، والاختلاف في المواقف إنّما هو للظروف الموضوعيّة، فالنهج واحد والسيرة واحدة والمنبع واحد هو نهج الرسول «ص»، وكلّ كلماتهم ومواقفهم من نور واحد، مشدّدًا على أنّ ثورة الإمام الحسين «ع» كانت لمواجهة العقليّة القبليّة والاستبداديّة التي أرادت طمس الدين ومعالمه، وإحلال نظام شرعيّ شامل لجميع جوانب الحياة يُحتذى به ويهتدى بنهجه لاستبدال الأنظمة الاستبداديّة الفاسدة.