قالت الأستاذة الحوزويّة والمستشارة الأسريّة والاجتماعيّة من لبنان «الأستاذة جيهان بدير» إنّ عاشوراء مشهديّة متكاملة تحتوي الكثير من المشاهد، أبرزها المشهد الأُسريّ.
وأضافت في كلمتها في الملتقى العاشورائيّ التاسع الذي أقامته الهيئة النسويّة استقبالًا لموسم عاشوراء مساء الثلاثاء 18 يوليو/ تموز 2023، أنّ عماد الأسرة هو المرأة الصانعة للأجيال، ففي كربلاء كان للمرأة دور فعّال جدًّا، ولا سيّما دور السيّدة زينب «ع» وبقيّة النساء معها في الواقعة، واليوم لا تزال المرأة مستهدفة وذلك من خلال الحرب الناعمة فكريًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا، وهو ما يجب على جميع النساء إدراكه.
ولفتت الأستاذة بدير إلى أنّ استهداف النساء يقضي على كلّ مبادئ الإسلام لأنّ أساس المجتمع الممهّد لصاحب العصر والزمان «عج» يرتكز ارتكازًا أساسيًّا على الأسرة والمرأة، لذا على هذه المرأة أن تقتدي بالسيّدة زينب «ع» ونساء كربلاء، وأن تعلم ما هي أهداف ثورة الإمام الحسين «ع»، مشدّدة على أنّها يجب أن تأخذ من السيّدة زينب «ع» ما يسمّى «الذكاء الانفعاليّ»، الذي يساعد على معرفة كيف تشعر وتوجّه أحاسيسها ومشاعرها عندما تقع بمشكلة ما أو بلاء كبير حتى تحسن التصرّف، موضحة أنّ السيّدة زينب «ع» بقيت صامدة في كربلاء رغم كلّ ما خسرته وعاشته، وهنا لا يُقصد الخسارة الحقيقيّة، بل فقدانها أهلها وأحبائها وبقاؤها وحيدة بلا معين، ورغم ذلك ظلّت بطلة صامدة ذلك أنّها كانت موكلة بتبليغ الرسالة، وكانت تملك من الذكاء الانفعاليّ ما منحها القدرة على ذلك، وعلى الصمود وتحدّي الأعداء والصبر وقول الحقّ والكثير من الرموز التي تحتاج إليها المرأة لبناء الشخصيّة والأُسرة والمجتمع الممهّد لدولة الإمام المهديّ «عج».
وأكّدت ضرورة أن تبدأ المرأة أوّلًا بإعداد نفسها والعمل على مشاعرها، زوجة كانت أو أمًّا أو أختًا، وعليها أن تعرف بمن تقتدي، وتدرك مسؤوليّتها ودورها المنوط بها، ثمّ تشرع بزراعة القيم الثقافيّة الدينيّة والعاشورائيّة في أبنائها وتوحي بها إلى زوجها، إسوة بالنساء اللاتي شجعن أزواجهنّ على القتال مع الحسين «ع» والاستشهاد بين يديه.
وأشادت الأستاذة جيهان بدير في ختام كلمتها بحرائر البحرين، موجّهة التحيّة لأمّهات المعتقلين والشهداء، ومشيدة بصور الصمود والتحدّي التي يظهرنها في أصعب الظروف، ولا سيّما أمّهات الشهداء في المغتسل وهنّ يجسّدن أرقى مظاهر الصبر والقوّة والبأس أمام جثامين أبنائهنّ.