قال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية – بيرد – «السيد أحمد الوداعي» إنّ محاكم النظام الخليفيّ تجري أكبر محاكمة سياسيّة لهذا العام في ظلّ تكتّم إعلاميّ، حيث قضت في جلستها الثانية بتأجيلها للشهر القادم.
وأوضح أنّ القضيّة فُعّلت بعد أكثر من سنتين من الحادثة التي عرفت باعتداء «السّبت الدامي» بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2021، بعد استشهاد «المُعتقل عباس مال الله» نتيجة الإهمال الطبي، واعتصام المعتقلين قرابة عشرة أيام، فيما استخدمت عناصر المرتزقة آنذاك القوّة المُفرطة لفضّ الاعتصام، وتعرّض عشرات المعتقلين للتعذيب والإخفاء القسري، لافتًا إلى أنّ إدارة سجن جوّ المركزي لم تجلب أيًا من المتهمين لحضور جلسات محاكمتهم «الأولى والثانية»، الأمر الذي يبين مدى هزليّة هذه المحاكمة الجماعيّة – على حدّ وصفه.
وقال الوداعيّ إنّ النظام أسند إلى 65 معتقلًا تهمة الاعتراض على الإهمال الطبيّ المتعمد للشّهيد المُعتقل «عباس مال الله»، وقد بدأت أولى جلسات المحاكمة في 18 يونيو/ حزيران الجاري، وسط تعتيمٍ إعلاميّ رسميّ، وجرت الجلسة الثانية يوم الأحد 25 يونيو/ حزيران 2023، حيث تأجلت المحاكمة إلى 9 يوليو/ تموز المقبل.
وأكّد أنّ القضيّة حظيت بمتابعة دوليّة آنذاك، وصدرت إدانات من البرلمان البريطانيّ ومكتب المفوض الساميّ في الأمم المتحدة لحقوق الانسان، كما زعمت أمانة التظلمات، والمؤسّسة الوطنية لحقوق الإنسان، ووحدة التحقيقات الخاصة فتحها تحقيقًا بالحادثة، والنتيجة كانت واضحة بأنّ هدف هذه المؤسّسات تبييض الجريمة وإلقاء اللوم على السّجناء.
يذكر أنّ سجن جوّ المركزيّ شهد احتجاجات بعد تأكيد نبأ استشهاد المعتقل ضحيّة التعذيب والإهمال الطبيّ «عباس مال الله» يوم الثلاثاء 6 أبريل/ نيسان 2021، وقد أعلنت إدارة السّجن حالة الاستنفار القصوى، مع ورود أنباء عن دخول عناصر المرتزقة وقوّات الشغب التابعة لوزارة الداخليّة إلى السّجن لقمع المعتقلين المحتجّين، بعد تهديد المعتقلين وتوعّدهم بذلك. وكان المعتقلون قد رفعوا التكبيرات في جميع مباني سجن جوّ بعد انتشار خبر استشهاد الشهيد مال الله، وردّدوا الشعارات الثوريّة، والمطالِبة بالإفراج عنهم، وتحسين الأوضاع الصحيّة داخل السّجون.