قال سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إنّه من أشد ما يفتري به الظالمون على الإسلام زورًا وخطورةً وافتضاحًا هو ما يروّجونه بشأن هذا الدين الذي لا لدين في الأرض من عظمة كعظمته، ولا اهتمام لأيّ مبدأ فيها كاهتمامه بشأن الإنسان وصلاحه في ذاته وكلّ أوضاع داخله والخارج من حياته، ولا نظام له من القدرة ما لنظامه من القدرة في النهوض بمستوى نهوضه بالإنسان في كرامته وقوّته واستقامته وعدله ورفاهه ومجده وأمنه وسعادته في هذه الحياة العابرة والأخرى المقيمة أبدًا.
وأوضح سماحته في مقال له نشره مركز المقاوم للثقافة والإعلام على موقعه يوم الجمعة 23 يونيو/ حزيران 2023 أنّ هؤلاء يروّجون زورًا وافتراءً عن عمد وعلم بسوء ما يروّجون وضلاله بحقّ هذا الدين المنقذ من أنّه ينأى بنفسه عن التدخل في السياسة لتفرغ هذه الساحة الأساسيّة في الحياة، ولتفرغ بذلك كلّ ساحاتها لحاكميّة أهوائهم ومشتهياتهم وجشعهم وظلمهم وفسادهم وفسقهم، وتغيب حاكميّة كلمة الله الحقّ عن كلّ هذه الساحات، ومن أجل أن يتم لهم الاستعباد لخلق الله بلا مُقاوم.
وأكّد آية الله قاسم أنّه من منكر الظالمين للدين والمؤمنين المساواة التي يريدون ترسيخها في نفوس الناس بين علماء الدين الذين سهروا الليالي وبذلوا أيّام طويلة من أعمارهم في دراسة علومه ومن لا يكاد يفقه منه شيئًا ولم يعطه اهتمامًا طوال ما كان في هذه الحياة، فالسماح لبيان رأي الدين من العلماء لابد معه عندهم من السماح بذلك من الجاهلين به، وكما يصح ذلك من الأمناء على الدين يصح من المناهضين له، وإذا قَبِل هؤلاء أن لا ينطق الجاهل بالدين عنه -وهم لا يقبلون بذلك- كان عندهم أن يُحرَّم على العالم به أن يفصح عما يفهمه منه، وينشر الرأي الذي لا يشك أنه من مسلّماته في السياسة والاجتماع والوضع الصحيح أو السقيم في الأسرة وغير ذلك مما يعطي فهمًا أمينًا عن الإسلام ليأخذ تأثيره العملي البنّاء في مسارات الحياة.
ورأى أنّ هذه الأفعال هي حرب ضارية شرسة صريحة على الإسلام وإنْ حاولوا أن يلبسوها بلباس ديني كاذب ليغرروا بذلك من هو مهيأ بطبيعته للتغرير، مشدّدًا على ضرورة قول الحقّ وصدق العمل حربًا على الفساد والرذيلة والانحطاط، وحربًا على كلمة الباطل والظلم والضلال.
وأكّد آية الله قاسم، حيث إنّه لا معصوم ظهر على الأرض اليوم، أنّ التبليغ لم يبقَ له إلّا عالم لا تُدّعى له العصمة، ولكن يتمتع بالعدالة أو الوثاقة أو جاهل وفاسق، موضحًا أنّ وظيفة تعليم الجاهل بالدين وتبليغ عقيدته وشريعته والدعوة إليه لم يسقط ولا يسقط وجوبهما. فإمّا أن يكون إسناد هذه الوظيفة للعالم العادل أو للجاهل الفاسق، وإمّا أن تكون الحاكميّة في مجال الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، وتبليغ دينه، وبيان أحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكلمة من كان عالمًا عادلًا على كلمة الآخر، أو كلمة هذا على كلمة العالم العادل، متسائلًا «فبم تحكمون في هذا الأمر؟».
ودعا سماحته العلماء إلى أن ينطقوا بما أراهم الله من الحق ويدعوا إليه ويفضحوا الباطل، ولتعمر المساجد والحسينيات بذكر الله، والدعوة إلى دينه، والتبليغ لأمره ونهيه، وتأكيد وجوب حاكميته وألاّ إله غيره، ولا أمر ولا نهي إلا له، وبالتبع لمن أمر هو لا غيره بإتباعه وطاعته حتى تنير الأرض وتعمر العمران الحق، ويظهر العدل ويتوارى الظلم، وتأمن الحياة، وتسعد البشرية يوم دنياها ويوم القيام للجزاء ومن قبله الحساب.
وشدّد آية الله قاسم على أنّ حقوق الناس التي يقتضيها العدل الإلهي، ومحاربة كلّ ألوان الظلم والفساد، والدعوةِ إلى ترويج المثليّة وممارستها، والتطبيع مع العدو الصهيوني؛ مواضيع خطيرة اجتثاثيّة هدّامة بقوة للإسلام والإنسانيّة، لا هدنة في محاربتها، ولا وجه أبدًا للفتور في مقاومتها.