صدر عن المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان حول استهداف الكيانين السعوديّ والخليفيّ لهويّة المواطنين الدينيّة، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يحذّر المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير من النّيّات والمشاريع الخبيثة للكيانين السّعوديّ والخليفيّ ضدّ الوجود الدّيني الأصيل في البحرين والمنطقةِ الشّرقيّة على وجه الخصوص، ويدعو الجميعَ إلى ضرورةِ اليقظة المبكّرة ممّا يجري التّخطيط له على هذا الصّعيد، وعلى الإيقاع المتواصل لمجازر الإعدامات التي يُراد منها إحداث صدمةٍ دمويّة في نفوس الناس وعقولهم، استباقًا لإنزال تغييراتٍ عميقة تطال هويّة المجتمع وعقائده، وهو ما يمكن أنْ يأخذ وتيرةً متسارعة في المرحلة المقبلة وقبيل حلول شهر محرّم وموسم عاشوراء لهذا العام.
وأمام هذه المخاطر، فإنّ المجلس السّياسيّ يسجّل المواقف الآتية:
1- هناك ارتباط وثيقٌ بين الكيانين السّعوديّ والخليفيّ، فهما ينفّذان أجندةً واحدة معادية للأمّة ومصالحها، ويخدمان السّياسات الإمبرياليّة والصّهيونيّة. وليس من أملٍ في إصلاحهما أو ترويضهما إلا بعد أنْ تضمن شعوبُ هذه المنطقة حقّ تقرير مصيرها، ما يوجبُ على الأحرار التآزر وتصعيدِ الحراكِ الشّعبيّ والسّياسيّ من أجل نيْل المنطقة كامل الحريّة والانعتاق.
2- يلتقي آل سعود وال خليفة على مخططٍ مشترك للإجهاز على هويّةِ المواطنين وعقائدهم، كما تبيّن مثلًا مع إجراءات آل سعود الأخيرة لتقييد إحياء عاشوراء المقبل، الذي سينعكسُ أيضًا على موسم الحج والتّضييق على مسيرات البراءة من المشركين. ولآل خليفة جرائمهم الأبكر والأخطر في هذا الملف، وهم يخطّطون، بعد بيان التّهديد من وزارة العدل لإغلاق جامع الإمام الصّادق «ع» بالدّراز، استكمالًا للاستهداف الذي تعرّض له إمام الجمعة «سماحة العلاّمة الشّيخ محمد صنقور». وذلك يستدعي من المرجعيّات الدّينيّة والدوّليّة في العالم تحرّكًا حازمًا ضدّ السّعوديّين والخليفيّين باعتبارهم ضالعين في ارتكاب إبادة ثقافيّةٍ مكتملة الأركان بحقّ المواطنين الأصلاء في البحرين والقطيف من أتباع أهل البيت «عليهم السلام».
3- إنّ المخطّط السعوديّ والخليفيّ في الهيمنةِ على منابر الجمعة، والسّيطرة على الخطابةِ الدّينيّة، وفرْض القيود على إحياءِ عاشوراء، وتقييد مواكب العزاء المتسالم عليها منذ مئات السنين، وإلزام الخطباء والمعزّين بقوائم من المحظورات.. إضافة إلى ما سبقَ ذلك وترافقَ من تغييرٍ لمناهج التّعليم، وهدم منظومة الأسرة والمجتمع من خلال هدم منظومتهما الأخلاقيّة برعاية أمريكيّة فاضحة، وفتح الأبواب أمام الصّهاينة لتدنيس هويّة المنطقة وانتمائها الأصيل.. كلّه يأتي لفصل المنطقة وشعوبها عن خياراتها في الحريّةِ والاستقلال، وإبعادها عن محور المقاومة، وإلحاقها غصبًا وقهرًا بمحور الشّر الأمريكيّ الصّهيونيّ؛ وذلك يدعو إلى مزيدٍ من الارتباط بمحور القدس وفلسطين، وإعلاء مستويات مقاومة التّطبيع، وتأكيد هويّة الانتماء للإسلام المحمّدي الأصيل الذي أرسى معالمه الكبرى إمامُ الأمّة الرّاحل السّيد روحُ الله الخمينيّ (قدّه).
نؤكّد أنّ شعوبَ المنطقة لن تتنازلَ عن هوّيتها الثّقافيّة والدّينيّة، وستواصلُ مقاومتها للكياناتِ المفروضة عليها، ولن تتخلّى عن حقّها في ممارسةِ الشّعائر، وإحياء المواسم، وتسيير المواكب، وإطلاق المواقف والشّعارات الحسينيّة، وهذا عهْد ثابتٌ من شعبنا في البحرين وأهلنا في القطيف، وسيكونون دومًا ثائرين مقاومين في جبهةِ الدّفاع والتضحية من أجل الحقّ، مهما اشتدّ الحصارُ وارتفعت المشانقُ.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 7 يونيو/ حزيران 2023م