بسم الله الرحمن الرحیم
لم يكد يجف حبر البيان الختاميّ للقمّة العربيّة الثانية والثلاثين حتّى استأنفَ محورُ الشرّ الثّلاثي في المنطقة سياسة القتل والإعدامات والاعتقالات، وأعادت الكياناتُ الإرهابيّة في الحجاز والبحرين وفلسطين المحتلّة ارتباطها الوثيق بعهدها القائم على: التوحُّش الأيديولوجيّ، وسفك الدّماء المحرّمة، والنّزعة الاحتلاليّة، وإثارة الفتن والحروب.
لقد شهد هذا اليوم الإثنين 22 مايو/ أيّار 2023 جريمة ثلاثيّة الأبعاد في المنطقة، تستدعي دلالاتها انتباه القيادات وأحرار هذه الأمّة ويقظتهم:
– حيث ارتكبت عصاباتُ الكيان المؤقت جريمةً جديدة صباح هذا اليوم في نابلس، وارتقى على إثرها ثلاثة شهداء فلسطينيّين.
– مستغلًّا هذه الجريمة التي شغلت الرأي العام، سارعَ الإرهابيّ «محمد بن سلمان» إلى اقتراف مجزرة جديدة من الإعدامات طالت ثلاثّة شّبان أبرياء من منطقة القطيف.
– وفي البحرين التي تحيي الذّكرى السّنويّة لمجزرة ساحة الفداء ومحاصرة منزل آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى) في الدّراز التي سقط فيها 5 شهداء من خيرة الشبّان؛ عاودَ الكيان الخليفيّ التّطاولَ على المقامات الدّينيّة والروحيّة في البلاد، إذ استدعى إمام جمعة جامع الإمام الصّادق «ع» سماحة العلاّمة الشّيخ محمد صنقور (حفظه الله تعالى)، بالتّزامن مع حملاتِ انتقام ممنهجة ضدّ السّجناء السّياسيّين، آخرها حملة ضدّ المحكوم عليهم بالإعدام الذين يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد انقطاع التّواصل معهم منذ أيّام.
يؤكّد المجلس السّياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ هذا المحور المجرم سيظلّ مصدر قلقٍ لشعوب المنطقة، وهو سببٌ أساسيّ لتعثّر نضالات الشّعوب من أجلِ الحريّة والسّيادةِ والاستقلال، كما يشدّد على أنّ هذا الاستنفار الوحشيّ واليائس لهذا الثّلاثي إنّما يأتي تعبيرًا عن الخيباتِ المتلاحقة التي مُنِيَ بها في مواجهةِ محور المقاومة الذي يُحيي هذه الأيام عيد المقاومة والتّحرير في لبنان. وفي هذا السّياق؛ نجدّد دعوة أحرار الأمّة ونشطائها ومجاهديها إلى رصّ الصّفوف وتوحيدِ الجهود والمواقف الواضحة والعالية في مواجهةِ ثالوث الشّر الخليفيّ- السّعوديّ- الصّهيونيّ المرتهن للشّيطان الأكبر «أمريكا»، ونحثّ على أنْ تتداعى القوى الحيّة في هذه المنطقة إلى التّعاون والتّشاور من أجل وضع استراتيجيّة عمل موحّدة لإسقاطِ هذه الكيانات الشّريرة ومحو العار والدّمار الذي تسبّبت به على مدى عقود من الزّمن.
في الختام.. نعزّي أهلنا في فلسطين المحتلّة وفي القطيف بارتقاء كوكبةٍ من أبنائهم الأبطال شهداء، ونعاهدَ الله تعالى على المضي في طريق الحقّ والحريّة وتحرير الأرض والإنسان من الطّواغيت، وعدم التّنازل للمجرمين والمحتلّين أو مهادنتهم، واثقين ومطمئنّين بالانتصار الذي سيُكلّل بزوال الكيان المؤقت في فلسطين وأنظمة التّطبيع والعمالة للشّيطان الأكبر وأعوانه.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 22 مايو/ أيّار 2023م