استذكر ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أحداث نكبة فلسطين بعد مرور خمسة وسبعين عامًا على الاحتلال الصّهيوني لها وللمقدّسات، ومنها عمليّات الإبادة التي ارتكبتها العصاباتُ الصّهيونيّة والقوى الإمبرياليّة الدّاعمة للكيان الغاصب.
ورأى في بيان لمجلسه السياسيّ يوم الثلاثاء 16 مايو/ أيّار 2023 أنّ هذا الاحتلال هو نتيجة التّحالف بين المشروع الصّهيونيّ والمشاريع الاستعماريّة الكبرى، والذي يهدف لمحاربة الوجود الأصيل لسكّان المنطقة، وإحداث التّدمير الرّمزي والمادي لمكوّناتها الرّوحيّة والثقافيّة والدّينيّة، تمهيدًا لزرْع مجتمع استعماريّ استيطانيّ يتولّى، مع الزّمن، المهام المركزيّة في توسيع المشاريع الاستعماريّة في المنطقة.
وأكّد أنّ نكبة فلسطين (1948م) هي مشروعٌ اجتثاثيّ قائمٌ ومتواصلٌ، ولا يقتصر على حدود فلسطين المحتلّة وجوارها، لأنّ الكيان الصّهيونيّ لم يكن مجرّد جماعات عنصريّة متوحّشة جرى تجمعيها لخدمةِ أغراض الإمبراطوريّة البريطانيّة في ذلك الوقت، موضحًا أنّ ما حصلَ هو انعكاسٌ للطبيعةِ العدوانيّة لهذا الاحتلال الصّهيوني، وارتباطه الوظيفيّ بالقوى الاحتلاليّة الاستعماريّة التي تستهدف كلّ ما هو أصيلٌ في هذه المنطقة وشعوبها، وهو ما ينبّئ بالخطر الدّائم وغير الهيّن الذي يتستّر وراءه هذا الكيان المؤقت.
وشدّد المجلس السياسيّ لائتلاف 14 فبراير على أنّ موقف التّضامن مع فلسطين المحتلّة، والدّعم الكامل للمرابطين والمقاومين؛ هو موقف دينيّ وأخلاقيّ وإنسانيّ، لا يخضع للتغيّر أو التبدّل، وهو أيضًا موقفٌ دفاعيّ من جانب كلّ شعوب المنطقة ومحورها المقاوم في وجه التّهديد الصّهيونيّ، وهذا يعني أنّ التّضامن مع فلسطين ومقاومتها ودعمهما ونصرتهما هي مشاركة مباشرة في ردْع المخطط الصّهيونيّ، والتّصدّي لتمدّداته، ومنه مواجهة مشاريع التّطبيع ومقاومتها بكلّ السّبل المتاحة، منعًا لوقوع نكباتٍ أخرى، كما يُخطّط له مثلًا في البحرين بعد التّطبيع مع الكيان الخليفيّ.
ودعا شعوبَ المنطقة، ولا سيّما في البلدان التي تعاني من مشاريع التّطبيع؛ إلى مزيدٍ من الحذر والإعداد الكافي لمواجهةِ التّطبيع، وتنويع وسائل مقاومته، مثمّنًا الجهودَ والبرامج التي تبذلها القوى الأهليّة في دول الخليج، ومن ذلك إصرارها على إحياء ذكرى النكبة في هذا العام، وإعلاء الموقف الرّافض للكيان المحتلّ، والتّضامن الكامل مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، والأمل في أن يتبلورَ عن ذلك إطارٌ شعبيّ واسع يضمّ عمومَ القوى الأهليّة في الخليج، ويكون مبادرة أساسيّة في إحباط مشاريع التّطبيع في المنطقة، وخاصّة على مستوى التّلاعب في المناهج المدرسيّة والعبث في هويّة المجتمع وثقافته الأصيلة.
وحذّر ائتلاف 14 فبراير النظام الخليفي من مغبّة الإيغال في تمرير المشاريع الصّهيونيّة، مجدّدًا الحقّ الشّرعي والقانونيّ لشعب البحرين في مقاومة مثل هذه الخطط الخيانيّة، وبكلّ الوسائل المشروعة.
وبارك في ختام البيان للشعب الفلسطينيّ ومقاومته الشّريفة نصرهم الجديد في معركة «ثأر الأحرار».